Alsawrqi@hotmail.co.uk
شيفيلد - المملكة المتحدة
جريدة القدس العربي الصادرة من مدنية الضباب لندن تعاني من جور الحظر على موقعها الإلكتروني وتصفح الجرية اليومية الورقية في العربية السعودية وربما في بعض دول الخليج كثير من الأصدقاء والمتابعين للقدس العربي في السعودية يتسألون من خلال منشورات وأحاديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً أكثرها حضور وتصفح وحرية الفيس بوك صديقي المغترب في السعودية والذي أدمن تصفح القدس العربي قبل مغادرة اليمن إلى جحيم الاغتراب يسألني بمرارة قائلاً: بأي شرعٍ تُحضـر جريدة القدس العربي في السعودية؟.
يا صديقي المغترب أعلم أنك أنت وكثيــرون من المتابعين للقدس العربي في دول الخليج النفطيـة تعانون من شريعة الكبت الإعلامي, فإذا كانت هذه الدول قد ساهمت بشكل جدي في تطبيق الحصار الاقتصادي على قطر العراق العربي ومنعت الغذاء والدواء فهي تمارس على كل ما هو عربي ناطق بلُغة الضاد نفس الأسلوب وذات السلوك.. صديقي أعرف أنكم تعانون من نقص في الغذاء الفكـري، بسب هذا الحصار الإلكتروني على موقع صحيفة القدس العربي في بلاد الحرمين وكذا الحظر العلني لدخول جريدة القدس العربي الورقية إلى المملكة السعودية وبعض دول الخليج إن لم نكن جميعها..
الأسباب يا صديقي جداً سهل التعرف عليها من قِبل المتابع العربي وحتى المتصفح العادي منهم, من هذه الأسباب إيجــازاً أن جريدة القدس العربي تُعتبر منبر حُـر للكلمة الصادقة ومحراباً إعلامياً للحقيقــة.. القدس العربي هي الصحيفة الوحيدة إلى الآن التي مازالت تلتزم الحيادية في الطرح وتناول الأحداث، بل هي الصحيفة التي تُشكل حضوراً واسعاً في الانتشار والتصفح لدى المواطن العربي كوجبة فكــرية وثقافية وسياسية وهذا في اعتقادي يشكل الفعل الإيجابي في تجسيد العمل الإعلامي التوعوي للفرد من الناحية الموكلة بدور الإعلام وخصوصاً المقروءة منه, وخطر على الأنظمة التي مازالت تمارس ثقافة الاستبداد وسياسة لجم أفواه الحقيقة من ناحية أُخـرى, والأهم من كل هذه المقدمات أن صحيفة القدس العربي تمتلك كادراً إعلامياً يُقدس الهوية ويجسد حقيقة الانتماء, هيئة تحرير ومراسلين وكُتــاب ويتمتع بمهنية إعلامية متحررة من كل قيود الأنظمة والساسة وخبرة تلازم الموضوعية وتحاكي الحدث السبب واستقراء النتائج.. القدس العربي هي الصحيفة التي تمتلك مساحة واسعة من الحرية والطرح بكل شفافية بحكم موقع ومكان صدورها بريطانيا البلد الذي يحترم حرية الرأي والتعبير ويتطلع للحقيقة التي تزعج بعض أنظمة العرب المتخشبة على كراسي السلطة, القدس العربي هي الصحيفة الممانعة التي لا يتسول طاقمها الإعلامي للخبر ولا ينتظر على أبواب القصور الأميرية والملكية في طابور توزيع الهبات والمرتبات الشهرية وبذا فهي بكل معـــاني الكلمة ليست جريدة مولودة من رحم البلاط الملكي ولا تتردد على بيت الطاعة الأميري.. القدس العربي منبر القضية ولسان حال المقاومة ومحراب الجماهير العربية التي تناضل من أجل استعادة الحقوق العربية المغتصبة من قبل اللقطـاء الصهيونية.. كل هذه الأسباب وغيرها مجتمعة خط إعلامي تلتزمه ولن تحيد عنه جريدة القدس العربي وهى بنفس نتائج طبيعية لحظر موقعها الإلكتروني ووضع خط أحمـــر على وصول الجريدة الورقية إلى العربية السعودية وبعض دول الخليج العربي التي لا تطيق بعض أنظمتها الحديث عن صوت القضية الفلسطينية, باعتباره يصب في مسار التوعية وينافى مع قانون الأرض مقابل الكلام (السلام) والتطبيع.. يا ســـــلام قد تكون الحقيقة مُرة ولكن كبتها يــؤدي إلى تفشي قولها في مسامع من لهم قلوب تـــرى وآذان تُدرك.. فصبـراً آل الحرية إن موعدكم القدس العربي.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
بأي شرعٍ حُظرِت القدس العربي؟ 2396