ولادة الأمل في بلد يُعاني في الدقيقة الف مصيبة سيكون حتماً ضرباً من المستحيل والتفكير الغير منطقي, هذا ما ينبض به الكثير والانخراط في الحياه اليومية يجعلنا نسلم لهذا اليأس وإن كان لغة العاجزين, فمن منا لا يشعر بالعجز في وطن يُقتل في اليوم بعدد طعنات الأنانية والمصلحة الشخصية التي يتخبط بعدها الوجع دون رحيل, فليس هناك مشروع وطني حقيقي بإمكانه أن ينتزع كل هذا التشاؤم ولو بوعود كاذبة, لأن هذه الأخيرة أصبحت غير قادرة على حمل وزر الخيبات التي نعود مثقلين بها بعد أي صراع مع العطاء بدون مقابل ومع البذل دون الحق في ارتجاء العوض..
أتمنى أن لا تُشاركوني هذه المرة الرأي ولا تؤيدون كل هذا الإحباط, فربما القادم يكون أجمل كما يقول صديقي الذي لم يعد يملك سوى هذه العبارة وتلك الابتسامة الزائفة التي يجهش بها على ملامح القهر كلما عصفت بوجهه الدهشة من دفع ثمن لأخطاء لم يرتكبها كمعادلة غير متزنة المعاناة.. وكل هذا يجعلنا بحاجة ماسة لذاكرة خرافية تجيد المشي على الخيال بفكر حافي من تفاصيل الواقع, لأجل أن نعيش مبتسمين كصديقي البائس ربما الحياة مازالت تنتظرنا ولكننا حتماً سنتأخر عنها إلى أن يُعلن عن قيام وطن لا يؤجل حقوقنا إلى غير مسمى ولا يدوس على أحلامنا الباكية على وطن يحترم كياناً اسمه الشعب الذي لا يستحق أن يكون هنا في أقصى الانتباه, بل يجب أن يسكن المدنية التي قُدمت لأجلها الدماء والأرواح كقرابين لثورة هي الأخرى نُهبت ولا عجب في وطن لا تسمع فيه قيم الولاء سوى بصوت مبحوح يردده الفقير المفلس من جشع المسؤولين ولا ترى آثار الانتماء سوى بوجه طفلة تغرب عليها شمس البراءة وهي تتسول الإحساس بيتم طفولتها ولا تحس بالوطنية سوى بنبض مغترب هجر الشقاء وسكن غربة الذل.
*بقايا حبر:
التفاؤل أحياناً يصبح ثرثرة واهم في حياة لا تتصالح مع الراحة.