alaizky@gmail.com
يدفع المستقلون في بلادنا ثمناً باهظاً.. مقابل استقلاليتهم.. فلم يقتصر هذا الثمن على التهميش والإقصاء المتعمد لهم منذ عقود، بل تعدى ذلك ليصل إلى التشكيك بوطنيتهم وبولائهم وبعقيدتهم أيضاً.. ليس لذنبِ ارتكبوه إلا لأنهم أرادوا أن ينضموا إلى حزب أهم وأشمل وأكبر من كل الأحزاب، إنه (حزب الوطن الكبير).. الذي يجب علينا جميعاً أن نـُقدم أرواحنا فداءً لأجله، وأموالنا رخيصة في سبيله، وأن نضع مصلحته فوق كل المصالح والاعتبارات الشخصية والحزبية والمناطقية والطائفية والجهوية المقيتة..
لقد ظل المستقلون لسنوات طويلة فريسة سهلة يلتقطهم هذا الحزب تارة، وذاك الحزب تارة أخرى، وهذا نتاج طبيعي عن عدم وجود مكون يجمع كل من هو مستقل ويحتويه، ويضمه تحت لوائه، ويكون صوتهم المعبر عن آرائهم، والحاضن لأفكارهم ومشاريعهم، والمدافع عن حقوقهم، وممتلكاتهم.
فقد اختلف المتحزبون على كل شيء، واتفقوا فقط على إقصاء المستقل وتهميشه ومحاربته..
وعلى الرغم من تهميش المستقلين إلا أنهم أثبتوا أنهم أقوياء وقادرون على توصيل أصواتهم.. خصوصاً وهم يشكلون غالبية كبرى.. يُعرفون دائماً بالفئة الصامتة.
إن المطلوب اليوم من المستقلين أن يكونوا على قدر عال من المسؤولية، وان يدركوا أننا نعيش في زمن التكتلات، والتحالفات، ولا مكانة للضعفاء في هذا الوجود..
كما وعليهم أن يدركوا حقيقة أن يد الله مع الجماعة، لذا فانه تقع عليهم ضرورة إعادة ترتيب البيت الداخلي لهم، وتشكيل تيار يكون بمثابة الغطاء الشرعي الذي يلتفون حوله، والمظلة التي يستظلون تحتها.. ويكون صوتهم المعبر عنهم، والممثل لهم في الجهات ذات العلاقة، خصوصاً في هذه المرحلة، كونها مرحلة مصيرية.
كذلك ليكون لهم عوناً وزاداً في مواجهة المخاطر والأحداق التي تحوم حولهم، ومواجهة التحديات التي قد تعصف بهم في أي لحظة.
موسى العيزقي
وللاستقلالية ثمن! 1525