النفايات متناثرة بطول مدينة تعز وعرضها.. تتكوم تلال من القاذورات في كل شارع وحارة.. عمال البلدية مضربون عن العمل ..لماذا؟.. الإجابة: تضامناً مع المحافظ!!..
قد تكون إجابة صادقة, أوقد تكون معكوسة.. سيّان.. فهم صاروا يضربون عن العمل لأسباب شتى.. ولغايات متعددة ولمرات عدة.. الذباب يتكاثر والبكتيريا تنتشر والأمراض الوبائية تستيقظ من سباتها لتلتهم أجساد البؤساء من أبناء هذه المحافظة.. هذا غيض من فيض معاناة للبشر لاتريد فصولها أن تنتهي في هذا الوطن.. حتى متى أرواحنا.. صحتنا.. بيئتنا.. مدينتنا الجميلة.. وطننا الحبيب مجرد أوراق لعبة بيد أشخاص؟!. أين المبادئ؟,أين الوطنية؟, أين الصدق في المعاملة؟, أين الإنسانية؟, أين الله في قلوب الجميع؟..
كفاكم عبثاً وسخرية بإنسان هذا الوطن ..تعبنا من تتبع أخبار متباينة عن المعطلين لأسباب الحياة في هذه البلاد.. بدءاً من هيكلة الجيش.. العدالة الانتقالية.. الحوار.. القضية الجنوبية.. قضية صعدة.. الجامعات.. الماء.. الكهرباء.. الصحة.. التعليم.. البيئة..
مللناكم, ضقنا ذرعاً بنزاعاتكم, بمشاريعكم الصغيرة, بعراككم المخزي!
أنتم لا تستحقون هذه البلدة الطيبة .. لستم أهلاً لحمل اسمها في خانة الجنسية.. أجزم أنه لو نطقت اليمن للعنتكم لعناً يلحقكم لقبوركم.. فما ذاق إنسان هذا الوطن مرارة الذل والقهر والتبعية إلا منذ صرتم رؤساء عليه.. منذ اتسعت طاولاتكم السياسية , بعدما كبرت الكعكة وكثر طلابها .. ماذا أفدنا منكم يا أحبار ورهبان وأباطرة السياسة؟.. ها نحن ذا نتجرع الهوان في الداخل, ونستباح الجانب في الخارج.. لم يعد أحد يرعى لنا ذمة ولا جواراً.. ولا يحسب لنا مكانة ولا يجعل لنا قدراً.. ماذا نصنع لترعووا؟..
افترشنا الساحات.. قطعنا المفاوز والجبال سيراً على الأقدام.. لوّنّا الطرقات بدم الشباب الصادق.. قدمنا القرابين من نسائنا وشيوخنا وأطفالنا وهدمت منازل وأحياء وقرى وشرد بشر كثر .. ماذا تريدون أكثر من ذلك لترعووا؟.. متى تعود ضمائركم المسافرة عن وجدانكم؟.. استعبدتكم لذة الرئاسة ..سكرتم بها حتى الثمالة!!.. عودوا لرشدكم.. جميعكم: إما أن تعتدلوا أو تعتزلوا.. فقد مللناكم وكرهناكم!!.
نبيلة الوليدي
مللناكم.. كرهناكم!! 1950