الحوار وسيلة إنسانية وحضارية لتحقيق الآمال والتطلعات والطموحات التي ينتظرها الشعب اليمني من المتحاورين خصوصاً وقد مر فترة أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء الحوار والآن تم تشكيل فرق العمل للحوار الوطني هذه الفرق التي يقع عليها مسئولية وطنية كبيرة وعليهم يعلق الآمال في إنجاح الحوار باعتباره السبيل الوحيد لرمي الماضي والولوج في المستقبل المنشود على اعتبار إن أبناء الشعب يتابعون ما يحدث ويدور بين المتحاورين من خلال الجلسات التي كانت تبث مباشر وعلى الهواء عبر وسائل الإعلام المختلفة هذا بدأ يخلق في الناس أمل نحو تطلعاتهم وما يحلمون به من خير وعطاء ومستقبل مزدهر من خلال معالجة مختلف القضايا الوطنية وتجاوز الماضي بكل صراعاته وصوره وأشكاله..
وقد تكون الأفكار متباعدة إلا أن القلوب مؤمنة بأن الحوار هو الحل وهو وحده السبيل الوحيد للتخلص من كل الأوجاع والآلام والتوجه نحو المستقبل في بناء اليمن الجديد..
ومع اهتمام ومتابعة اليمنيين داخل الوطن وخارجه بما ستنتج به فرق العمل على طاولة الحوار, فإن عليهم أن يدركوا أنه تقع عليهم مسئولية وطنية كبيرة في فهم هذه اللحظة لا يمثلون أحزاب أو جماعات أو مكوناتها وإنما يمثلون مكون واحد هو الوطن فاليمن أكبر من كل الأحزاب وعليهم أن يتخلوا عن انتماءاهم الحزبية والمناطقية وتكون مصلحة اليمن فوق كل المصالح الشخصية كذلك عليهم أن يثبتوا أنهم عند مستوى المسئولية التي تولوها في حل كل القضايا وإنه عندما تم اختيار المتحاورين من كل المكونات إنما هو تفويض من الشعب اليمني بالكامل لإخراج اليمن من أزمته وبناء دولة مدنية حديثة يتطلع إليها الجميع كما إن الحوار حسب علمنا إنه سيستمر ستة أشهر هذا سيساعد على حل وتجاوز كثير من القضايا وما نأمله هو إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية وقضية صعدة كونهما مفتاح لكل الحلول ولكل التجاوزات على طاولة الحوار وعلى المتحاورين ( فرق العمل ) أن يرسموا مسيرة التحول التاريخي التي يتطلع إليها اليمنيون في هذه المرحلة الفاصلة فالمستقبل المنشود الذي ينتظره كل اليمنيون وما سيخرج عنه مؤتمر الحوار بقرارات وتوصيات تخدم كل أبناء الشعب اليمني.
ونحن ننظر إلى فرق العمل التي تم تكوينها من قبل مكونات والقوائم المشاركة في الحوار وما زادنا إعجاباً هو مشاركة المرأة التي أصبحت تمثل دوراً بارزاً في طبيعة عملها ودورها في العمل السياسي والاجتماعي والذي يبرز من خلال من ننشده في الدوية اليمنية الحديثة.
وأمام فرق العمل خطة ومحاور لمدة شهرين سيتم فيها التحاور والنقاش لكثير من القضايا ومنها بناء الدولة الحديثة والعدالة والمساواة والحكم الرشيد فالمسئولية تقع على عاتق الجميع في إنجاح الحوار وعليهم أن يكثفوا بجهد ليصلوا إلى أنسب الحلول وخصوصاً القضية الجنوبية التي تعتبر مفتاح الحلول وأهم القضايا.
وعلى أبناء الوطن المساندة والتعاون في إنجاح الحوار وهذا ما يتطلب من الجميع من خلال التسامح والتهدئة الإعلامية والمساعدة في بناء الدولة اليمنية الحديثة ومن هذا المنطلق والمسئولية التاريخية كان وسيظل على فرق العمل مسئولية, حيث أن الحوار هو الحل المطلق لإنقاذ اليمن من الوقوع في الهاوية لهذا نطلب من كل مشارك في الحوار وفرق العمل أن يدرك إنه ممثل لكل يمني صغير أو كبير وعليه مسئولية لبناء مستقبل مشرق لهذا الوطن الكبير لننتقل جميعاً باليمن إلى بر الأمان من خلال الحوار الذي سنعالج به الأخطاء وما تراكم عليها من السلبيات من خلال طريقنا في بناء الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون والعدالة الاجتماعية والحكم الرشيد.
محمد حمود الخولاني
فِرق العمل ودورها الوطني في إنجاح الحوار 1572