لم يغريني تتويج التخلف بحضارة كاذبة، لأني مؤمنة بأن الثقافة تُقاس بسمو السلوك لا بمجرد شعارات تقودنا نحو التسليم للأوهام وواقعنا بحاجة لإعادة صياغة بوجهة نظر مُنصفة بعيداً عن البهرج الإعلامي العقيم وبعيداً عن تقديس الأشخاص لانتماءاتها الحزبية لا لما تقدمه للواقع، فللأسف الشديد الحزبية لازالت تجر إلينا حماقات الصراع حتى على حساب تدمير مصلحة الوطن..
تعز عاصمة الثقافة ونبراس الثورة وشعله التغيير التي لم تنطفئ، كل هذه التوصيفات تستحقها بالفعل الحالمة ولكن هذ يجعلنا أيضاً نستشعر المسؤولية بأن نسعى لأن تتحول هذه المسميات إلى قيم إنسانية ومبادئ وطنية نعيشها ونتعايش معها بعيداً عن المناكفات السياسية التي تجعلنا غير قابلين للتقدم والرقي، وهذا الأمر يجب أن تستوعبه النُخب التي تصف نفسها بالمثقفة التي أظهرت مؤخراً فشل في إنتاج وعي حقيقي بنتائج إيجابية بعد أن كرست جهودها في كيفية إقصاء شخصيات من منظور حزبي أعمى يفقد القضايا البارزة تفاصيل البحث عن حلولها وهذا هو التزييف الذي أصبح يرافقنا ونحن نبتسم بوجه كذبة، فالحقيقة تحتم علينا أن نقول بأن المعيار الذي من خلاله تتجسد الثقافة هو السلوك، وإلا فعن أي ثقافة نتحدث والشوارع مُكدسة بالقمامة والمجاري طافحة في كل حارة؟.. هذا السؤال يراود خيال الماشي في شوارع الحالمة، وطبعاً إذا كانت المصداقية تسكننا فستكون الإجابة بالفعل مؤلمة، لأن البيئة نفسها لا تحتمل أن نكون كاذبين مع أنفسنا لذلك يجب على الجميع أن يكونوا على قدر كبير من المسؤولية ويتركوا التصرفات والسلوكيات اللامسؤولة، فالوطن أهم ومصلحته فوق كل التوجهات بما فيها الحزبية.
*بقايا حبر:
القبول بهذا الاحتفاء والتتويج كبهرج إعلامي فقط سيجعلنا دائماً على حافة أنصاف الحلول تحت مبرر يصنعه الزيف أن لا نسقط للهاوية.
نعائم شائف عون الخليدي
تعز عاصمه الثقافة!! 1891