السباحة في الأصل رياضة وغامرة والسباحة بعكس التيار مغامرة ومعاناه وتضائل لفرص النجاة وفي الأخير لا تكون النتائج بحجم المعاناة والمخاطرة والسباحة بعكس التيار هواية فردية وحزبية وحتى دول ومجموعات إقليمية, فالفرد حين يعتقد انه قادر على مصارعة الجميع, فهو يسبح بعكس التيار والذي يعتقد انه قادر على إزاحة خصومة بالمكر والخديعة والتخريب هو يسبح بعكس التيار هذا مثالا للأفراد والأحزاب والجماعات والمنظمات التي لا تريد مسايرة التغيير وتأقلم نفسها مع الواقع الجديد وترغب بالتفرد في زمن الوفاق والعيش المشترك هي تسبح بعكس التيار.. والمجموعات الإقليمية (دول الخليج )التي تريد أن تنئ بنفسها عن التغيير من خلال تعكير أجواء الدول التي اختارت التغيير والتآمر عليها لحد محاربة العمالة الوافدة من دول الربيع العربي هي سباحة بعكس التيار.. لأن موازين القوى التي تحكم الواقع غير الموازين التي هيمنة بالأمس بسبب التغير في الأفكار والمواقف ومدى تأثير القوى وحتى المزاج العام واصبح لزاما على القوى واللاعبين في المنطقة أن يتجهوا نحو الحوار لأن إلغاء الأخر مستحيلا والعكس هو إيجاد خطوط تقاطع وتقارب بما يحقق مصالح الجميع بحكم الوشائج الأخوية والمصالح المشتركة.. واضرب مثلا لوا دول الخليج تفاوضت مع دول الربيع العربي ومع الإخوان المسلمين لوصلوا لنتائج طيبة تزيل هواجس الخوف المتبادل وتحفظ الجهود والأموال والطاقات التي تهدر في الحرب الباردة بيننا بل ستحفظنا من عدم الارتماء في أحضان خصومنا كما فعل المصريون عندما شعروا بأن اقتصادهم سينهار بفعل سباحة إخواننا الخليجيين بعكس التيار..
وأقول قدم إخواننا في الخليج مبادرة لتعايش مع العدو الأزلي (إسرائيل ) ونعمت بالأمن عشرات السنيين ولم تخرج من أي قطر عربي طلقة باتجاهها فهل من الصعب إيجاد مبادرة لتعايش مع بعضنا في المرحلة المقبلة بعيدا عن محاولات تدمير بعضنا لبعض أو إجهاض تجاربنا أو حتى التفكير بإيذاء الأخر ونحن نملك كل مقومات التقارب والتعايش الديني واللغوي والجغرافي وحتى الاقتصادي لكن نحتاج لنوايا صادقة من أجل البدء وستكون النتائج مطمئنة للجميع.
فؤاد الفقيه
مبادرة سلام خليجية 1289