;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

نتوءات تتصاعد على جراحات وطن 1801

2013-04-08 17:32:08



من حراك إلى آخر ونتوءات لاتعد قادمة من زوايا وخبايا لا نعرفها, لكنها تفعل في الوطن القهر والانقسام وتضيع المودة والقربى حين تبحث عن الشتات وتجزئ قضية وطن لتحشره في قضية الأزقة والحارات وكما بدأت ها هي تتسع وتغدو مشكلة حقيقية وتلد القضية قضية والحراك حراكاً, فيما الوطن يعيش الألم كله ولا أحد يفكر فيه, لأن ثمة من أدخل الشحناء والبغضاء إلى قلوب أهله, لنرى فيما نرى قضية صعدة وقضية تعز وحراكاً جنوبياً وآخر تهامياً وتفكيراً غير مجدٍ في الحقوق, على طريقة أنا ومن بعدي الطوفان, ليستمر التشضي وتتسع نطاق المعاناة ويصل الوطن إلى مفترق طرق بهذا التائه الذي يحوم فينا كبشر لا نلتقي إلا لنختلف ولا نتحاور إلا لنتمزق ولا نقبل بنا إلا في إطار الادعاء وأن المظلومية تقع على جزء دون آخر وبشر دون بشر, فيما البلاد كلها تئن وتشتكي من هذا الذي يريدها مستلبة الإرادة ويبحث عن هزيمة أخرى لتغدو الثورة مجرد بالونة اختبار, فاقدة المعنى, لا لون لها ولا طعم, لأنها زادت الألم وجعلت الباب مفتوحاً لكل ادعاء يجاهر بالمعصية ويطلق الرغبة في النيل من الآخرين بنوع من الانتقاص لحقوقهم واحتكار الحق كله على جانب دونما آخر, فتضيع في زحمة الادعاءات أحلام وتغدو مسألة بناء الدولة المدنية الحديثة والمواطنة المتساوية مزحة سمجة..
هذا على الأقل ما يسعى إليه من يخترعون حالات إضافية من المشاكل ويطورون معنى الرفض لكل حل يريد أن يتموضع, وهو أمر بتنا ندركه جيداً, فالذين كانوا بالأمس مداجين لكل ظلم ومنحازين للقهر وكانوا يغيبون وطناً ويرضون بما يمنحه الزعيم, هم اليوم ينبرون بشجاعة نادرة وتفوق التصور عن مظالم إلى وقت قريب جداً تغنوا بها ورأوها منجزاً وطنياً.. هكذا نجد ما كان غائباً يحضر بقوة ادعاء بطولة ويصير لكل مظلمته ويتبارى من لا يريدون الوطن خيراً في إلحاق الأذى بالحياة كلها, كما نجد نتوءات تتصاعد من أنفس مثقفين فيها من المكر والخبث ما يمحق البلاد والعباد, ونجد من يطرح اليوم الغبن التاريخي لتعز والغبن التاريخي للحديدة وقهر صعدة وأن الجيش والأمن مثلاً قد حرم منه التهاميون والتعزيون بسياسة مممنهجة..الخ من الكلام المقيت الذي ينبش في الجيفة ويريد المختصون في الخبث أن يكونوا أبطالاً باحترافهم التجزئة للقضايا, فيما الوطن كله في القهر والظلم والمآسي, لكنه تفكير من يتدافعون في الاتجاه المعبر عن الفوضى وخلق مناخات خصومة باسم الحرية والديمقراطية ووصولاً إلى أن العهد الصالحي أرحم من هذا العهد الجديد, ويتغافل هؤلاء الماكرون حين لا يرون أن مانحن فيه اليوم, من تشذرم وفوضى وحراكات وقضايا, ليس وليد لحظة ولكنه تراكم33عاماً من مصادرة الحقوق واحتكار السلطة وقهر الأحلام.. يتناسى أولئك الذين يريدون السواد بارزاً في هذا الزمن الجديد أن التخلف كله ليس نتاج عامين وبضعة أيام ولكنه بفعل وأد الطموح البشري والسيطرة التامة على مقدرات وطن من قبل ما يسمى بالنظام السابق, إن كان جائزاً القول أنه كان نظاماً, باعتبار أنه افتقد إلى دولة المؤسسات والنظام والقانون وذهب كل مذهب في خلق الخصومة بين القبيلة والقبيلة وبين المدينة وأهلها, ليبدو على السطح هو الرمز ودونه الحياة عدماً, كما عبر عن ذلك بعض المنافقين..
وإنه لأمر يؤسف له أن نجد من يقدمون أنفسهم قوى ليبرالية يتغنون بالماضي ويعيبون الحاضر وينظرون للقادم بما هو مقيت, رغبة منهم في خلط الأوراق والبحث عن المغالطات وتزوير الحقائق والأمر الأشد غرابة أن الذين كانوا في ظل النظام السابق يهاجمونه هم اليوم بصلابة وبقوة يقفون معه على الخطأ كله ولا يرون فيه إلا أنه نعيم مقيم وكأنهم بجرأتهم التي أدهشتنا ومعارضتهم المكتسحة حتى الديمقراطية نفسها, نقول: كانوا مكلفين لاستخراج بواطن الأمور, لأنه ما إن اشتعلت الثورة وحصحص الحق حتى رأيناهم مصطفين مع الطغيان, يدافعون عنه ويرون في الآخر رجعياً ومتطرفاً وإرهابياً, فيما النظام السابق(ياعيني عليه).. وتغدو الليبرالية هنا شاهد زور وخديعة, ربما انطلت على القوى الوطنية بعض وقت, لكنها انكشفت على حقيقتها وصارت بالصوت والصورة معروفة الوجه واليد واللسان, لتسقط أقنعة لبستها وتتهاوى أسماء طالما ادعت إيمانها بالحرية واستطاعت أن تجعلنا نتعجب من بطولاتها في معارضتها للنظام السابق, فيما هي باختصار كانت عبارة عن مسرحية لمع فيها أبطال من كتاب وصحفيين وبعض من العلمانية والقوى التقدمية؛ وهي ذاتها اليوم التي تنبش الواقع وتريده معبأ بالكراهية والحقد والعنف والادعاء بالجور وتترحم على زمان وتجعل الزعيم فوق الشبهات, رجل المواقف الصعب وموحد اليمن وصانع التغيير وبطل الديمقراطية, وتتحدث عن حراك هنا وحقوق منتقصة هناك وتجند نفسها لكل ما هو ماحق مدمر باسم التعددية وحقوق الإنسان وترفض الإصغاء لنداء الواجب والضمير وتذهب إلى البحث عن فرص التعامل مع قوى خارجية وتتطهرن حين تجد فرصة استجمام ورحلة إلى الجنوب هناك لتنال من الجنوب هنا ولتعود من لبنان وما بعد لبنان بكثير من الوقيعة واعتبار كل شيء مهزوماً وغير صالح مادام وهو لا يروق صالح ولا يتوافق ولا ينسجم مع طموحات طهران في الفوضى باسم الحراك والحراك الذي لا يستقر على حال ولا يرى الحل إلا بالانقسام وتعالي النفير والتمزق.. وذلك كله محض زيف ومهام لاتقف عند حد حين لا ترى معنى للوطن وتشعل فتيل فتن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد