حتى مؤتمر الحوار المحلي في تعز لم يستفز أحلامنا الملقاة على قارعة اليأس .. فقد تعودنا على هكذا ضجيج ..والذي نسمع جعجعته ولا نرى طحينه..
عام كامل على تعيين شوقي محافظا لتعز.. عام على فتح نوافذ أحلامنا على أمل أن يدخلها ضوء الصباح وعصافير السعادة.. قبسا من دبي وليست دبي كلــّها التي تحدث عنها شوقي ...فما كان إلاّ الغبار وتلك الروائح المنبعثة من القمائم ومياه المجاري وحمامات وطواريد المستشفيات العامة.. لم نعد نحلم بدبي.. طموحنا اليوم أن تعود تعز الأقل احتقانا والأقل رصاصاً وقتلاً وانفلاتاً أمنياً.
دائماً ما يُصنف الكاتب عن شوقي وفشله بأنه إصلاحي أو حاقد.. وكأن الإصلاحي ليس مواطناً ومن أبناء تعز يحق له مثل غيره أن يطرح رأيه والواقع يؤيده أو يكذبه.
قبل شهرين قلت للأستاذ شوقي في مقال لي بعنوان( إلى المحافظ شوقي: أسكت منتقديك بإنجازات على الواقع).. قلت له )مهما كان حجم تلك المسيرات المؤيدة لك.. ومهما كتب المتزلفون وأصحاب المصالح.. فليس أفضل من إنجازاتك على الواقع حجة ًلك تـُسكت بها المنتقدين لك لأنه حينها ستؤيدك وتدافع عنك تعز وتمنحك حبها).
واليوم وبعد مرور شهرين على كتابة المقال السابق وما يقارب العام على تعيين شوقي محافظاً لتعز.. يبدو أن شوقي مازال متقوقعا ولم يستطع أن يغادر مربع القديم الرافض لأي تغيير.. رغم ما يطلقه من تصريحات بين الحين والحين عن الثورة والتغيير كشعارات خدّاعة لذر الرماد على عيون الثوار وأبناء تعز بشكل عام..
وإلى اليوم لم يستطع شوقي التحرر من تلك الطحالب التي تعيق عمله والمضي بتعز إلى شاطئ أحلامها.. فلم يزل أسير تلك الشلة من رموز النظام السابق وغيرهم في المحافظة وخارجها والتي تربطه بهم علاقات وصداقات شخصية يستغلونها ويأكلون الثوم بفمه (أقصد المحافظ شوقي).. جاعلين منه كرة لهب يرمون بها في وجوه خصومهم ويزجـّون به في صراع مع الثوار ومع المحافظة بشكل عام ..وتصبح المحافظة ساحة لصراعات بعض القوى داخلها وخارجها.. ويظل أبناء تعز المقهورون ضحايا تلك الصراعات وضحايا لسياسة شوقي المنكفئة على القديم وعلى تلك الشلة..
فإلى جانب تردي الأوضاع المعيشية لأبناء المحافظة من ناحية الماء ووعود المحافظ شوقي التي تـتبخـّر مع تبخر مياه البحر الذي وعد بتحلية المياه منه ونقلها للمحافظة.. والمرافق الصحية المتدهورة.. ونظافة المدينة الشبه معدومة وحملة ( شارك ) التي كانت فقاعات صابون للاستعراض ولم يبق منها غير أوراق الدعاية للحملة فقط.. نجده اليوم يقف عائقا أمام قرارات التغيير في مؤسسة الكهرباء والجامعة والتربية وغيرها ودون عمل أي حلول لحالة التدهور والتوقف القائمة كما في الجامعة والتربية.. حتى موضوع المفاضلة التي طلع لنا بها شوقي وشلته لم نعهدها في مجال التعيينات, لأن الأوراق المطلوبة ممكن أن يتم تزويرها بسهولة في بلد تزوّر فيها شهادات الدكتوراه وباقي النقاط التي تقررها اللجنة تكون اللجنة مسيرة من جهة معينة وليست آتية من جامعة أمريكية والدليل أنه في المفاضلة السابقة والتي لم تستكمل, ولا أدري السبب, كان من الحاصلين على المراكز الأولى شخصيات من كبار النهابين في تعز.
أخيراً يبدو أن الأحلام الوردية التي حلم بها أبناء المحافظة بتعيين شوقي محافظاً قد عادت شوكاً وقتادا في وجوههم ..ونافذة الأمل التي فتحها لهم شوقي بتعيينه ها هو اليوم يغلقها ويسدّها بحجارة الواقع المرّ والمؤلم التي تعيشه المحافظة.. فهل كـُتب على هذه المحافظة أن تظل حالمة وتمسي على شطّ أحزانها.. تلوك جراحاتها الغائرة؟.
شرفة :
( تــعز الأبية )
عـصـيّـة تـعــــــز
بـوجـه كــلّ جــاحــدٍ
وحـاقـــــــٍد
وقـــاتـــــلٍ
ووجـهِ كـلّ عــاق
عــصيةٌ تعــــز
تـعـيش تـحت وطـأة
الــــظــلام
والــلـــئام
وفـي الصبـاح
يطـلّ مـن عيونهــا
الـــصبــاح
تنظر تحت سُـورهـا
فـترى
أولـئك الـلئام
والصغــار
مـلـفـّعين بـالـظـلام
جلال الحزمي
يا دبي.. أين تعز؟ 1643