عالم الإنترنت يُعتبر هو العالم الأول بكل ما تعنيه الكلمة من مفــاهيم ومصطلحات التقنية الحديثة، حيث أصبح هذا العالم هو المسيطر على كل وسائل الفعل البشري ومقتنيات الحياة بكل تفاصيلها، فهو يمثل عالم العقل وعليه تقوم أسس المدنية المعاصرة بكل سلبياتها وايجابياتها, من وسائل التنمية إلى وسائل الدمار ومفاهيم الاستعمار المعاصر.
وهناك ما يُسمى بالحرب الإلكترونية وسباق التسلح التقني الذي يعتمد الإنترنت المركز الأساس فيهما ولعل الانتفاضة الإلكترونية التي قام بها مجموعة من الشباب العربي والمسلم على المواقع الإلكترونية السيادية للكيان الصهيوني المسخ انطلاقة موازية للمواجهة وثورة مضادة يمكن أن نطلق عليها ثورة الربيع العـربي الإلكتروني الحقيقي لتحرير الأرض العربية والعقل العربي معــاً وانتشاله من الركود القابع خلف مفهوم الاستهلاك والعبث السياسي للأنظمة المسيطر عليها فكرياً وثقافياً وسياسياً من قبل سادة العالم الأول.
نعم لم يعد هناك مجال للمواجهة والتصدي للغزو الفكري والسياسي والاستيطاني لأعداء الأمة العربية من قبل أنظمتها الخانعة والمستهلكة للسلطة وتقنية الكـراسي وتكنولوجيا التوريث، بل إن الأمل الآن معقود نواصيه على ثورة الربيع العربي الإلكتروني في مواجهة التحدي بسلاح العقل وتقنية الفكر وهنا تعتبر الانتفاضة الإلكترونية للشباب العربي المسلم انطلاقة في مسار التحدي ومواجهة العدو الحقيقي للأمة وضربه في عقـر دار الأرض المحتلة وتدمير العقل الإلكتروني الذي يستخدمه في تصنيع آلات الموت والإرهاب وتصدير الخوف والفتن للأرض والإنسان العربي بمساعدة الأنظمة الأعرابية الممولة له من ثروات الأمة وعلى رأسها دويلات النفط، فما تعرض له الكيان الصهيوني المسخ من هجوم إلكتروني من قبل شباب الانتفاضة العربية الإلكترونية، الممثل الشرعي والوحيد لثورة الربيع العربي الإلكتروني، يُعــد بمثابة ضربة موجعة وخطوة رائـــدة في الاتجاه الصحيح على مسار المقاومة، قد يقلل من شأنها البعض ممن أصيب بمرض فقدان المناعة الفكرية والإسهال الإلكتروني في التعامل مع الحقيقة التي أجبرت الكيان الصهيوني على الاعتراف بها عبر وسائله الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية، بل إنه شرع في طلب المساعدة من الدول التي تبنته وتلك التي أرضعته التقنية وحنكت كيانه بالمعلوماتية.
ونحن هنا نؤكد بأن دويلات ودولاً ممن تمتهن الهوية العربية سوف تقوم وكالعادة بالتنديد والاستنكار لمثل هذا العمل الإلكتروني الثوري والذي وحد الهدف وجسد الفعل لشباب الانتفاضة الإلكترونية في أول محطة لثورة الربيع العربي الإلكتروني، بل إنها سوف تصفه بالعمل الإرهابي وسوف تذعن مجبرة على دفع التعويض المادي والسياسي للكيان الصهيوني بالطرق المباشرة أو عبر وكلائه في واشنطن والاتحاد الأوروبي... تبــاً هنا فقط ستكون المواجهة حقيقية والهدف واحد والغاية التحرير للأرض والعقل العربي، حيث لم يعد لفوهة البندقة في الجيوش - الجحوش العربية مدى ولا صـدى في مفهومنا ومفهوم آل صهيون.!!.. وهنا فقط ومن خلال الانتفاضة الإلكترونية لجيش الربيع العربي الإلكتروني سوف نقول للكيان الصهيوني ارحل .. ارحل.. دون أن يحصل على مبادرة خليجية تقيه ضربات المقاومة ولا مساعدة ناتاوية تتدخل لحمايته من طلقات الهكـر الثوري ولا حتى حصانة أمريكية تجنبه الخسائر المادية والمعنوية على أرض الواقع..
وهنا نوجه دعوة لكل عقل عربي بالالتحاق في الانتفاضة الإلكترونية والانضمام إلى ثورة الربيع العربي الإلكتروني ضد الكيان الصهيوني المسخ كي يرحل مجبراً، لإن إمكانياته تعتمد على عالم النت والتقنية والتي اعلن الشباب العربي قدرته على اختراقها وتدمير بياناتها الاستيطانية والاقتصادية والعسكرية ومعه عندئذ سوف ترحل الهزيمة ممثلة بالأنظمة العربية التابعة والخانعة بكل تصنيفاتها الموسومة بالرذيلة والعفن.
التحية لشباب الانتفاضة العربية الإلكترونية.. معــاً على درب الربيع العربي الإلكتروني الثوري.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
ثورة الربيع العربي الإكتروني 1907