أين الضمير الإنساني العالمي فيما يحصل للأسر الفلسطينية والعرب في السجون الاحتلال الإسرائيلي ولا ندري إلى متى يستمر ذلك الصمت الرهيب، فشهر إبريل من كل عام يصادف يوم الأسير الفلسطيني والعربي وهي مناسبة للتذكير لما يعانيه أسرانا في سجون الاحتلال الإسرائيلي من مآسي، خاصة بعد وفاة الأسير الفلسطيني في السجون الاحتلال .وعلى الرغم من بشاعة تلك الصفحة المأساوية التي تدمي الإنسانية بما ينال هؤلاء الأسرى من عذاب وهوان في السجون وداخل الزنزانات المنفردة "إلا أن أحداً لا يتناولها بشكل كبير وجدي، خاصة الدول الغربية والمنظمات الحقوقية الدولية التي تتشدق صباح ومساء بالحريات وحماية حقوق الإنسان: وهي في المقابل تمارس دوراً مزدوجاً وانتقائياً في تعاملها مع تلك الحقوق خاصة المتعلقة بأسرآنا الذين يقبعون داخل السجون الاحتلال والذين تجاوزت محكوميتهم سنوات طويلة ودون أن يحظوا بأي اهتمام وابسط الحقوق، حيث يعانون من الأمراض المزمنة الخطيرة دون أن يحظوا بالرعاية الصحية المطلوبة مما يفاقم المعانة هم وأسرهم .فالذين يقبعون داخل السجون الاحتلال هم أغلبهم أطفال ونساء وكبار السن الذين يتعرضون أما اعتداءات بدنية ونفسية أو حتى جنسية وأصبحت سجون الاحتلال الإسرائيلي مستودعاً للتخلص من القضية الفلسطينية.
فالأسرى الفلسطينيون يعانون داخل السجون الاحتلال صنوفاً من التدمير النفسي والجسدي والعديد من أنواع المعاناة التي يتلقها الأسرى خلف القضبان ولو أردنا التطرق إلى سجون الاحتلال وما يدور خلف قضبانها لوجدنا الانتهاك العلني والصارخ لأبسط حقوق الإنسان وحقوق الأسرى برغم صدور العديد من القوانين والاتفاقيات الدولية والتشريعات التي اتسع نطاقها في منتصف القرن التاسع عشر في القانون الدولي وبدأت الدول تعقد المعاهدات والاتفاقيات حول أنواع من الحماية القانونية للأسرى بغية القضاء على القسوة وسوء المعاملة التي يلقاها الأسرى إلا أن الواقع يفضح تلك الاتفاقيات ومعاهدات جنيف وكأن الأسرى العرب والفلسطينيين هما المستثنان من تلك المعاهدات .
ونحن نستعرض ما يعانيه أسرآنا في سجون الاحتلال من انتهاكات صارخة .أين الدول التي تتشدق بالحريات وحقوق الإنسان بزعم أنها رائده ومدافعة عن تلك الحقوق وما هي إلا حق أريد بها باطل، أين هي فيما يحصل للأسرى الفلسطينيين؟ لا يفوتنا التنويه لما جاء به ديننا الإسلامي الحنيف الذي ضرب المثل الأعلى في الرفق بالأسرى والرحمة والعناية، فقد قال الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما روى الطبراني عن أسرى بدر(استوصوا بالأسارى خيرا) فهذا موقف الإسلام من الأسرى قبل ثلاثة عشر قرناً.. ذلك الموقف المثالي الرائع قبل أن تأتي اتفاقية جنيف ونحوها والتي تضرب اليوم بالحريات بعرض الحائط، فالحرية الدائمة لأسرانا والجنة لشهدائنا الأبرار، الذين يقضون نحبهم في سجون الاحتلال الظالم.
.aonalbhri@hotmaol.com
عبدالله عمر البحري
أين الضمير الإنساني العالمي؟ 1482