فرّ الكبار من استحقاقات الحوار الوطني، وبدون مقدمات ذهب الجميع صوب الطاولة، تاركين ورائهم كثيراً من النوافذ مفتوحة غير مدركين حجم تلك الرياح التي قد تأتي من هذه النوافذ فتفقدهم جميع أوراقهم .
للحوار حراكه في قاعات موفنبيك، ولقضايا الناس حراكها في كل جرح لم يتم علاجه على مساحات الوطن، فكل أسبوع سنكون على موعد مع تفكك للهوية الجمعية بدافع المظلومية والتهميش مما يجعلنا أمام متاهة حراك مجتمعي لن تستطيع الدولة احتواء هذا الزخم الشعبي ولا الأحزاب ستتقدم زمام المبادرة فقط كل ما يستطيعون فعله مشاهدة فيلم "القيامة".
كل شيء مجزأ، أركان الدولة في الشتات، وجرس الإنذارات الحقوقية تسمعنا أصواتها من مزارع الحديدة وحتى قمم محميات سقطرى.
لم يلتفت الساسة إلى أوجاع المطحونين من أبناء تهامة ولم يعيروهم أي اعتبار.. في حين يأتي صوت مرادف من إنسان يبحث عن حق الحياة في أرض العدين وقمم الجعاشن وقرى السبرة ونجد الجماعي وصولاً إلى الوصابين وعتمة، حيث يبحث الجميع هناك عن تشكيل مجلس عام ينطق بهم كهوية مفقودة بين أوراق المتحاورين.
أقلع الطيار بالطائرة دون أن يمتلك الركاب حتى حزام الأمان، بينما وقود الطائرة يكاد لا يكفي وفي كل زاوية داخل الطائرة مافيا تتمترس خلف النار والقوة ..! إنها الجحيم المنتظر يا نخبة الوجع اليمني المزمن.
صحوة الناس تجاوزت ألعاب الكبار فقد ملّ الجميع وخزات التخدير وبيع الوهم حين يمنون على الشعب بنعمة مشاهدة جلسات موفنبيك على البث المباشر وأن كل شيء سيأتي فقط كونوا في طابور الانتظار .
في وضع النكبة نمضي يا هؤلاء، فالمارد ينهض من كل جرح في هذا الوطن ووحدكم تتحملون لعنة التاريخ ومسؤولية تشطير الروح الوطنية لدى الشعب .. إنني أخشى أن تخرج كل قرية وليس محافظة فقط !! لتنادي بهويتها التي ضيعها سادة التوازن اللعين .
حوار بهذه الشكلية دون استكمال حلقات الثورة هو نواة جديدة لحرب قادمة فقط كل ما يجري استعدادات ما قبل القيامة.
سليمان الحماطي
هوية تتجزأ 1235