هم خبراء الحرب النفسية وخبراء الأموال الجيبية وخبراء التنكيد والتنغيص وخبراء نشر التعاسة, لا يمكن أن يكونوا مصدراً للسعادة , لأن الحقيقة تقول: فاقد الشيء لا يعطيه أولئك هم أعضاء الحكومة الموقرة ومدراؤها البؤساء التعساء الذين لا يجيدون سوى لفلفة الأموال ويتسابقون في ماراثون اللصوصية والعدو المالي، حيث لا تتحرك أقدامهم مسابقة الريح كما هم العدائون في ماراثونات سباقات العالم وإنما تتسابق أصابعهم ليس في العدو, وإنما في العد والاستحواذ والنهب.. الحكاية لا تحتاج إلى سحر, أو ساحر يفك طلاسمها, أو يقرأ طالعها, أو يدعي علم الغيب ولا تحتاج عيون زرقاء اليمامة, ولا تحتاج شروحات وفلسفات سقراط.. لماذا؟.. لأن الحكاية تحكيها الكهرباء التي تشيخ وتعجز وتتماوت وتخرج أنفاسها كل عام عند بداية كل صيف الكهرباء التي ترد بالبيان العملي على كذب ودجل وزيف مسؤوليها داحض حججهم وفلسفاتهم وشروحاتهم، فتنطفئ لتقول لهم مزيداً أيها اللصوص مدوا الأيدي تحت جنح الظلام واستبيحوا المال الحرام.. حقاً نشهد لهم بالإبداع الشيطاني والافتقار للجانب الإنساني.. ولا نلومهم فهذا ما تربوا عليه طوال السنين الماضية والأيام الخالية.. حيث لا حساب ولا عقاب , وحيث القانون المقلوب الذي يكافئ فيه المسيء والمعيب ويعاقب المحسن والمصيب.. ويترقى الطالح ,ويحارب الصالح.. ذلك القانون مازال وسيظل مقلوباً رأساً على عقب لم يتعدل ولن يتعدل حتى تختفي الكثير من الوجوه التي رافقت أفسد مرحلة في تاريخ اليمن قديمة وحديثه.. والكهرباء ليست إلا نموذجاً تشخص الحالة وتشرح الوضع وترسم الصورة والحقيقة.. وتحكي الحكاية وتقص القصص في ظلام الليل وتحكي حكاية شهرزاد في ألف ليلة وليلة ولكن ليس لشهريار كي ينام وينقضي الليل ويدخل في عالم الخيال ويدركها الصباح فتسكت عن الكلام المباح.. وإنما تحكي الكهرباء في ألف ليلة وليلة عن الكلام الحرام في دياجير الظلام عن ناهبي وسارقي المال الحرام الذين يغرمون بالمال غرام ويعدونه غنائماً واغتنام.. وصيف قائظ ونور غائب وحرٌ لاهب ولا يزال الفاسد والناهب متربعاً على أعلى المناصب.
علي الربيعي
الحكومة والكهرباء أهلاً بالصيف وتباً للصوص 1506