في أرض الصومال، حيث القتل والدمار مستمر منذ أكثر من عشرين عاماً ولا نعلم كم من السنوات المستقبلية سيتسمر كذلك؛ بكل تأكيد أن ما يحدث في الصومال يعد من أكثر ألغاز القرن الواحد والعشرين، فهذه المنطقة الهامة التي تشرف على أحد أهم المضايق البحرية في العالم، إلى جانب اليمن وجبوتي يظل الصراع فيها مشتعلاً لعقود دون أن يحرك أحد ساكناً، هل عجز العالم بأسره على إيجاد السلام ولو بشكل بسيط لهذا البلد، بحيث يمكُن لأبنائه من الاستقرار والعيش فيه؟ أظن أن هذا يعد أجمل مما تظل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والإقليمي تشغلهم قضية اللاجئين والعمل المستمر على تقديم المساعدات الإنسانية لهم بشكل يومي، سقى الله مالي كيف تحرك لأجلها المعنيون لأمرها وأزالوا عنها شبح الخوف والعنف، أنا هنا لست مع إبادة أي جماعة إسلامية أو إزالتها من على الوجود؛ لكنني ضد التطرف بكافة أنواعه ومن أي جهة كان مصدره، أنا مع أن الجميع يسعى إلى تحقيق الاستقرار حتى يعيش الجميع بأمن وسلام فإذا كان الإخوان المجاهدون في الصومال مصدراً للعنف ويتبنون أفكاراً متطرفة، فما المانع أن يعمل الجميع في هذا العالم على تحجيمهم ووضع حداً لأعمالهم التي تضر بشعبهم وبالعالم؛ يعني كما حدث في شمال مالي يمكن أن يحدث في الصومال، لكن للأسف هناك من له مصلحة أن يظل الصومال على هذا الحال حتى ولو لآخر الزمن، على كل حال ليس موضوعنا هنا الصومال موضوعنا هو حال أبناءه المسلمين في اليمن؛ من المعروف أن أخونا الصومالي المسلم في اليمن ليس هناك فرق بينه وبين اليمني نفسه من ناحية ممارسة الحياة، وكما هو معروف لنا جميعاً أن اللاجئين في أي منطقة في العالم يتم وضعهم في منطقة محددة داخل البلد التي لجأوا إليها وغالباً ما يتم وضعهم على الحدود كما هو الحال مع اللاجئين السوريين في تركيا والأردن أو كما هو حاصل للاجئين الصوماليين أنفسهم في أثيوبيا، إلا أن اللاجئ الصومالي يأتي اليوم اليمن ومن اليوم التالي يمكن أن يمارس حياته كأي واحد من أبناء البلد يشتغل،يتنقل ليس هناك ما يمنعه قد يظن البعض أنني عنصري بمعنى – دع الناس يعيشون-لكن في الحقيقة هذا هو ما تتعامل به جميع بلدان العالم حتى الدول الأكثر تقدماً، أما أن اللاجئ يصير وكأنه واحد من أبناء البلد فهذا يعد انتهاكاً لسيادة الدولة والجميل هنا أن أخي الصومالي المسلم العزيز يعيش بكامل الحرية في اليمن أكثر مما هو عليه في الصومال لهذا من الممكن له انتقاد الوضع القائم في اليمن، ففي أحد الأيام القريبة الماضية سألت أحد الصوماليين كيف تجد اليمن؟ فقال بلهجته المعروفة: "اليمن نفسه الصومال يمن تشبه صومال بس في يمن الكهرباء تنطفئ فيها كتير"، وهنا أجدها فرصة لإيصال الرسالة التي جاءت على لسان أخي العزيز الصومالي إلى حكومة الوفاق ووزير الكهرباء تحديداً؛ الأخوة حكومة الوفاق أخي الصومالي يقول لكم: "اليمن نفس الصومال لكن الكهرباء في اليمن تنطفئ كثير". فماذا تردون عليه؟
محسن فضل
الصوماليون في اليمن يحنون لكهرباء بلدهم. 1361