;
د/ عبدالله الحاضري
د/ عبدالله الحاضري

خادم الحرمين والعمال!! 1704

2013-04-03 16:04:32


تاريخ وجُغرافيا ودين وأخوة ورحِم وصهر ونسب, كُلها مشتركات تسمو على كُل القوانين والمسوِّغات التي أدَّت إلى ترحيل الآلاف من إخوانكم اليمنيين الذين يعملون في أرضهم, أرض الحرمين الطاهرة..
خادمُ الحرمين: ملايين الأُسـر اليمنية يقتاتون من عَرق هؤلاء العُمال وترحيلهم هـو تصفية حقيقية لوجود هذه الأسـر وإقحامهم عنوةً في براثن الجوع والعوَز وهو أمرٌ فيه قسوة ومُجانبة لكُل القيم الإنسانية, فضلاً عن القيم الإسلامية, وأعتقد أنَّ سُموكُم لا يُرضيه هذا المآل المؤلم لهذه الأسـر التي لاحول لها ولا قوة ولا ذنبَ لها فيما يخُرصُّه خارصو القوانين..
إنَّ قانون الكفالة المُعدَّل, الذي أثَّـر على المراكز القانونية للعُمال وأدَّى إلى ترحيلهم, يجب إعادة النظر فيه وفقاً لاتفاقية الطائف وحقوق الأخوة والجوار ومُقتضيات الأمن القومي السعودي واليمني, وأعتقدُ أنَّه بالإمكان تخطي الهواجس الأمنية بعقد اتفاقيات مُشتركة لتنظيم أوضاع العُمال بما يضمن استقرارهم وأمن المملكة في نفس الوقت, بدون الحاجة لنظام الكفالة الذي يتعارض مع مفهوم الدولة العصرية ويُشوِّه صورة المملكة, التي من المُفترض أن تكون الأرض الآمنة ومن دخلها فهو آمن على حقوقه, وأبسط تلك الحقوق الشعور بالآدمية ونظام الكفالة يتعارضُ مع هذا الحق, فهو يُولدُ إحساساً بفقدانها والدخول في أتُّون مفهوم الاستعباد العصري.. ومع جبروت العوَز والفقر رضي العُمال بهذا الوضع, غير أن تعديل هذا القانون قضى على هامش المساحة المتاحة لحركة العمال البينية واستهدف بالفعل تضييق الخناق عليهم, لدرجة أنَّ مُجرد التفكير في البقاء فيه استحالة موضوعية وذاتية, وأتاح في نفس الوقت للسُلطات ترحيل العُمال بدواعٍ قانونية, وكأنما تم تفصيل هذا التعديل القانوني لترحيل العُمال بدون رحمة أو مراعاة لكُل الحقوق المُشتركة بيننا!.
خادم الحرمين: اليمنيون العاملون في المملكة مجازاً نُطلق عليهم مُصطلح عُمال, وإلا فهم في الأصل رعايا سعوديون؛ بحُكم العوامل الطبيعية والموضوعية المشتركة التي تجمعنا ومن غَمط الحق مُعاملتهم كغيرهم.. اليمنيون في الأرض السعودية سعوديون ولا يستهدفون فقط طلب الرزق ومن ثَمَّ يرحلون كَغيرهم, فقد يبذلون أرواحهم دفاعاً عن الأرض المقدسة, فهي أرضهم اللصيقة بوطنهم والتي يعتقدون جازمين أنها جُزء من كيانهم الذاتي.. ومهما كانت طبيعة الإجراءات المتخذة ضدهم قاسية وتصلُ في توصيفها إلى حد الجور, فلن تستطيع كُل قوانين الدنيا أن تُبعد اليمن عن المملكة أو أن تُبعد اليمنيين عن السعوديين, فالأرض السعودية يمنية والأرض اليمنية سعودية, هذا هو حُكم الطبيعة المُستند لحُكم الله.. لن يرحل العُمال وإن رَحلتموهم فسيعودون من تحت الأرض, أو من فوقها, أو يقرضونها من جوانبها, ولن ينجح المغرضون في الفصل فيما بيننا سوآءً بالقوانين الجائرة أو بالجدران العازلة, فاليمن والمملكة وطنٌ مشترك للشعبين السعودي واليمني والفصلُ بينهما تماماً كَالفصل ما بين الحجر الأسود والرُّكن اليماني.
وأخيراً خادم الحرمين: أعِـدَ لنفسكَ إجابة حين يسألك غداً رسول الله, هل أحسنت لأنصاري؟! وماذا فعلتَ لأولئك الأرقُّ قلوباً وألينُ أفئدة؟!.. وحسبنا الله ونعمَ الوكيـل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد