لقد أنجز الشعب اليمني ثورته، فكانت أنبل ثورة في الربيع العربي بلا منازع وسيسجل التاريخ عظمة الشعب اليمني من يملك ستين مليون قطعة سلاح لم يرفع سكيناً في وجه النظام السابق، بل أصر على سلمية ثورته وأوصل البلاد إلى طاولة الحوار هم ألين أفئدة، وصف من عند الله على لسان رسوله وشهادة خاصة لليمنيين دون غيرهم، لقد عشنا في ساحات التغيير بكل فئتنا نقتسم رغيف الخبز بكل حب وإخاء في تجانس عجيب، نسينا كل الثارات والخلافات ورسمنا لوحة من الأخوة والتآلف لم يشهد لها التاريخ مثيلاً سوى تلك التي صنعها أجدادنا الأنصار في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.. وها نحن نجلس اليوم على طاولة الحوار أيضاً بكل فئاتنا ومشاربنا السياسية، هدفنا بناء اليمن الجديد.. ونقول لمن يراهن على فشل الحوار: خابت آمالكم، إن ثقافة الحوار متجذرة فينا منذ القدم وهي جزء منا وكل المواقف لفرقاء السياسة متشبثة بالحوار والشعب بكل أطيافه السياسية أيضاً يريدون حواراً شاملاً جاداً يضع النقاط على الحروف ويفضي إلى مرحلة جديدة تمكن من تجاوز الماضي وتسعى لبناء المستقبل.
لقد أدرك الثوار في اليمن أن الثورات المسلحة تترك جراحات كبيرة لا تندمل إلا بعد أمد طويل، فكانت السلمية هي شعارهم وصدورهم العارية سلاحهم، نعم لقد صبر اليمنيون كثيراً بهدف بقاء سلميّة ثورتهم، مهما كان إجرام النظام، لعلمهم أنّ كلفة إعادة بناء الدولة قد ترهن مستقبل البلاد إلى أمدٍ غير مسمى، حتى الجيش المنضم للثورة كان يخرج مع الثوار سلمياً وكانت حمايتهم لساحات التغيير من الاقتحام فقط وأفضت الثورة السلمية إلى الحلّ السياسي، ثم إلى طاولة الحوار بين جميع الفرقاء وها نحن نقترب على نهاية الاسبوع الثاني من جلسات الحوار نشعر من خلال متابعتنا أن التقارب أكبر من التنافر والرغبة لدى الجميع بالسير نحو اليمن الجديد.. إن الحوار الوطني الشامل يؤسس للمشاركة في معركة البناء والإصلاح المجتمعي والذين هم خارج قاعات الحوار من الثوار مهمتهم المشاركة الفاعلة عن طريق الحشد الشعبي واستثمار الفعل الثوري للدعم من رصيد الحوار الإيجابي، فثورتنا مستمرة وثورتنا حوار والمجد والخلود للوطن.
محمد حسين زبارة
ثورتنا حوار 1241