من أرض المهجر بلد الاغتـراب ممثلاً بروافد الاقتصاد وشرايين التنمية أدمغة الوطن إلى مؤتمر الحوار الوطني..
إليكم كل يوم يمر به الحوار تحدق الأعين بالتأمل، عليكم أيها المتحاورون بعد الله نعلق الأمل بإخراج الوطن من دائرة الصراعات بين القوى المتنفذة ومثلة الطائفية والفساد والتجزئة سيئ الصيت ومعوج الأضلاع الوطنية إلى مربع الأمن والاستقرار ومساحة الحرية ومستقيم الدولة المدنية الخالية من العسكرة وحكومات ظل القبيلة العنترية ومن مثلث الموت القادم من شريعة الغاب بأضلاع الطائفية، الإرهاب، الوصاية، إلى التعايش الحضاري والسلم الاجتماعي والسيادة الوطنية على أسس علمية حديثة ترسخ التفاهم في إيجاد حل جذري لشكل النظام السياسي الجديد الذي يكفل الحقوق والواجبات ويجسد القناعة لدى الجميع بالتداول السلمي للسلطة بثوبها المدني الخالي من عسيب الشيخ ومرافقي الأمير وصاحبة الإمام وحزبية الجنرالات والقاب الزعيم ومواكب وأنصار المشير. من الفلاح في وادي بناء وأحور، من الصياد في ميدي وخور مكسر، إلى مؤتمر الحوار.. سؤال: هل أنتم خير من يمثل الوطن؟.. الإجابة نقولها فكونوا جديرين بها: نعم أنتم من نعقد عليهم الأمل في صنع الغد المشرق بالخير الوفير للوطن.. من المزارع في صعدة وطور الباحة، من المعلم في دثينة ويريم وحرض، إلى مؤتمر الحوار الوطني: كونوا عند حسن طن الوطن، فنحن نظن بكم خيراً, "لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال".. الآية.. لن يرتقي شعبُ إلى اوج العُـلا مالم يكن..!!.. ها نحن نذكركم، فالحليم تكفية الآية والخصيم يقرع بالحوار، فكونوا بمستوى المسؤولية والقرار.
رسالة وطن.. من الجندي في المهرة والقبطان بحري في الحديدة والطيار جوي في العنـد، إلى مؤتمر الحوار في صنعاء، شعارنا يقول: للكلمة والبندقة فوهة واحدة، فلتكن قاعدة الحوار على أساس قدسي شعب يمني وأرض واحدة عنها لن نحيد.. من العالمُ في تريم والعامرية وجبلة وزبيد والجامع الكبير في صنعاء إلى مؤتمر الحوار.. "واعتصمـــوا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا".. الآية.. اليمن أمانة في اعناقكم، فكونوا للأمانة حافظين ولعهدكم قسماً للوطن وله مخلصين.. من التاجر في عدن والبائع بالتجزئة في المكلا وعمـران، إلى مؤتمر الحوار: بعد مؤتمركم حُلمنا أن ننتج ما نأكل ونشرب ونلبس ونصنع ما نستخدم في حياتنا اليومية ومشاريعنا التنموية من المواد الأولية التي تزخر بها أرضنا اليمنية وعلى مؤتمر الحوار نصوب الأنظار فأنتجوا الحلول كي لا نستهلك الكلام ونستورد الغذاء والدواء.. رسالة وطن إلى مؤتمر الحوار من الفقـراء والأيتام، من المتسولين في شوارع المدن والجولات، من سكان الأرصفة ومشردي الطائفية والإرهاب، من الأطفال المهربين والشباب والشيوخ المتهربين على الحدود: نريد العيش بكرامة كبقية الشعوب، هل تنتخون أيها المتحاورون للكرامة وتنتصرون لحقنا في المواطنة المتساوية؟!.
رسالة وطن.. من الصحفي والقلم، من الإعلامي ومنبر الخبر، من المفكر والأديب والشاعر والكاتب الساخر، إلى مؤتمر الحوار: حرية الفكر لا قيد يكبلها والرأي إن أُستبد فلا سلطة رابعة ولا كلمة حق نجسدها، انتصاركم للسلطة الرابعة سيكون على المحك حيث الإعلام أصبح من أهم وسائل التوجيه والتوعية، فاعملوا على حريته.
رسالة وطن.. من المريض والطبيب، من المشعوذ والمصاب بسحر الفقر وتجارة العلاج، إلى مؤتمر الحوار : العقل السليم في الجسم السليم, نأمل أن تكون عقولكم سليمة كي تعود الصحة إلى جسم الوطن فننعم بها نحن.. رسالة وطن من المُهرب وقاطع الطريق والمخرب، والفاسد والقاتل، ومفجر أنابيب النفط وأبراج الكهرباء، إلى مؤتمر الحوار: نحن نعمل في ظل غياب الأمن والاستقرار وغياب القانون وهيبة الدولة ومصالح الأفراد، فإن تجسدت كل هذه المفاهيم على طاولة حواركم فلن تجدونا نمارس هذه الأفعال والجرائم الدخيلة على مجتمعنا اليمني، الفوضى والانفلات هما الأرضية الخصبة لكل ممارساتنا الشاذة، فلا تشذوا عن طريق القانون ونحن معكم.
رسالة وطن.. إلى مؤتمر الحوار من معد كــرب من سيف بن ذي يزن، من با صهيب، من الزبيري، من علي ولد زايد، من الفضول، من تاج العروس، من صهاريج عدن، من شهيل والركن اليماني إلى الأحفاد: إبنوا اليمن.. رسالة وطن إلى مؤتمر الحوار من مدرسة شباب الحراك السلمي، من شباب الثورة في ميادين وساحات الوطن: أعيدوا لنا الدولة التي نهبتها الأسرة على مدى ثلاثة وثلاثين عاماً عجاف أثخنت الحياة بالفوضى والمحسوبية والغش والرشوة والوساطة ومصادرة الحرية والكرامة والسيادة وأفرزت ثقافة الحقد والكراهية والجهوية والسياسة الرعناء.
رسالة وطن من الجرحى والشهداء، من الأموات والأحياء، إلى مؤتمر الحوار: كونوا اهلاً للحوار، كونوا كباراً كالوطن، لا تكونوا صغاراً بحجم الصراعات والفتن، ضعوا كل الخلافات وثقافة الحقد والكراهية خلف قضبان التسامح، ليكن حضوركم بنفوس مطمئنة وفعلكم بنفوس لوامة مطمئنة بالنجاح والانتصار على الفشل، لوامة كي يتطهر الفعل والعمل، فهل أنتم عند مستوى التحديات من أجل اليمن؟..
نعــــــم!! رسالة وطن.. من الأرض والإنسان، فهما معاً تعريف قدسي للوطن، إلى مؤتمر الحوار الوطني: التاريخ لا يرحم فمن أنتم؟.. الإجابة أنتم من سيحدد نموذجيتها من خلال قـــراءة المرحلة وتشخيص الألم وسبب الجرح، فعلى مؤتمركم تصوب الأنظار وتعقد الأمل.. أيها المتحاورون نذكركم بقول الشاعر اليمني عبدالله معجب باسم الوطن.. كفوا خطابات ملتها مسامعنا.. ما القول إلا سلاح العاجزين متى أفادنا القول أو أنهى قضايانا.. إن صدقتم صدقنا في مودتكم.. وإن مكرتم تقنصتكم شظايانا.. رسالة وطن.. عبر الوطن.. إلى الوطن.. نتمنى أن تصل إلى مسامع من يحاورون الوطن وتُقـرأ على منبره.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
رسالة وطن إلى المتحاورين 2212