مرت سنة إلا قليل على تولي الأخ/ شوقي هائل منصب محافظ تعز، وفي المقياس الإداري والإقتصادي والعام تعتبر السنة فترة كافية لتقييم الأداء وما أنجز في خلال هذه الفترة، ولأن أمر تعز يهمنا جميعاً فيهمنا أيضاً أن نقيم أداء المحافظ المسئول الأول فيها.
لنعود من البداية، من أول يوم لقرار التعيين، يومها شعر أغلبية أبناء المحافظة بفرحة لهذا القرار لما يعنيه أن يتولى قيادة المحافظة أحد أبرز الوجوه في المجموعة التجارية الأكثر نجاحاً في البلاد، قلنا سينعكس الأداء مباشرة على الواقع، وبدأنا بأول تصريح تداوله الناس وهو " أن شوقي سيحول تعز إلى دبي " قلنا هذا رجل إدارة ويجيد تحفيز الأفراد في منظمة العمل التي يقودها، تفاعل الناس مع هذا التصريح، وكان يمكن للمحافظ أن يستغل الفرصة مباشرة، ويضرب الحديد وعاده حامي، ويصدر كم قرار بتغيير بعض القيادات التي أثبتت فسادها، فالأمور هنا لا تحتاج إلى تكتيك سياسي كما أشار عليه بعض جلسائه، قليل من العفوية والمباشرة، يعني خليك دُغري.
بعدها جاء الوعد بمشروع تحلية مياه المخا، وأعتقد أنه أيامها أعطى وعداً بسنة ونصف وسيكون المشروع في كل بيت يومها سافر المحافظ مع وزير المياه إلى السعودية لحشد الدعم وتوقيع العقد للبدء في المشروع، لكن المشروع طار مع الريح وقبل شهر ونصف تقريباً قرأنا مرة أخرى أن المحافظ سافر إلى بريطانيا لتوقيع عقد وحشد الدعم مرة أخرى.
ثم جاءت فكرة التعيين الوظيفي بحسب الكفاءات، وأكلنا وعوداً جديدة وهذه المرة كنت أنا شاهداً في ديوان المحافظ وهو يعطي وعوداً بأن يستكمل مشروع التعيينات في خلال مدة أقصاها نهاية فبراير الماضي، وبرضه المشروع طار مع الريح، وأكلنا مقلباً جديداً، ونحن ندافع عن شوقي ونقول حتماً سينجز، وطالبنا الجميع بأن يعطوا الفرصة من جديد.
ثم كانت النكبة الكبرى في مشروع شارك الذي انتظرناه كما انتظر أبناء الصحراء المطر، ولم يحقق المشروع ما كان مخططاً له أو ما كان يتوقعه الناس على الأقل.
بعدها أعلن عن بدء فعاليات تعز عاصمة للثقافة من بداية مارس، والآن نحن في آخر شهر مارس ولم نر من تلك الوعود شيئاً.
أعلن أنه سيكون هناك قرارات مهمة قبل 11 فبراير، وبرضه طلع مافيش ولا شيء.
أكتب هذا المقال وأنا أشعر بأن شيئاً ما سيتغير هذه المرة، وسأجد عقولاً تقرأه وتستوعبه من كل رجالات تعز وفي مقدمتهم رجالات المجموعة التجارية في بيت هائل، وأعلن مسبقاً ليس بيني والأخ المحافظ إلا كل احترام وتقدير، لكن تعز عندي أهم من علاقة الاحترام التي بيننا، لا أبحث عن العثرات، لكن هذا واجب أخلاقي أن نقوله، لأن تعز تحتاج إلى قائد في هذه المرحلة، لأننا وبصراحة وأمانة إن فشلنا هذه المرة أو تقاعسنا فإن هناك من يحقد على تعز ويتحين الفرصة لينتقم منها، وطالما ونحن في هذا المربع فحتماً لن يكون هناك أكثر خسارة علينا من البقاء على هذه الحالة، وهذا التخاذل.
الأخ محافظ المحافظة، حفاظاً على الود والإحترام والتقدير الذي يكنه كثير من أبناء هذه المدينة لك ولأسرتك الكريمة، ولإيماننا أنك رجل ناجح في مجالك التجاري لكن قيادة المحافظة تحتاج إلى قائد يحمل أحلام الناس ويشاركهم بها، تحتاج إلى محافظ يدرك حجم التضحيات التي قدمتها هذه المحافظة ويسعى بكل جهده لأن يكون في حجم التضحيات، لأن الذين فقدوا أبناءهم واخوانهم في مسيرة التغيير وثورة الكرامة سيكون من الصعب أن نقنعهم بأن هذا كل الذي تغير في المحافظة بعد تلك التضحيات، ولذلك أوجهها نصيحة صريحة خالصة، قدم استقالتك واخرج رافع الرأس، ونحن سنقدم لك الشكر والتقدير وستظل المحبة والإحترام كما كانت، وسيذكرك الناس كما ذكروا خالد الذكر فرج بن غانم، أو الرجل العظيم فيصل بن شملان، كنموذج للرجل الشهم والحر الذي عجز عن العمل في ظل وضع لا تعيش فيه القيادات المحترمة.
قدم استقالتك، وسنقدم لك وافر شكرنا لما قدمته للمحافظة من موقعك هذا أو من أي موقع آخر كنت مؤثراً فيه، والله من وراء القصد.
هشام السامعي
كُش محافظ..!! 1560