أعدت الباحثة أروى الأخفش دراسة حول عمل وإنتاج المرأة غير المنظور وعلاقته بدورها ومكانتها الاجتماعية في المجتمع اليمني، وأثبتت في دراستها أن المرأة تقضي حوالي 15ساعة في أعمال غير منظورة وغير محتسبة، حيث تستغرق المرأة اليمنية، سواء الريفية أو الحضورية، وقتاً كبيراً في إنجاز أعمالها يقدر في المتوسط بـ15ساعة في اليوم ما بين أعمال منزلية أو حقلية أو اهتمام بالمنزل والأطفال وغيرها من الأعمال الغير منظورة.. كما أن عمل وإنتاج المرأة غير المنظور له قيمة اقتصادية واجتماعية كبيرة، حيث تساهم المرأة اليمنية في ميزانية الأسرة بشكل غير مباشر، فهي تقوم بعدة أعمال تساهم منها في رفع مستوى معيشة أسرتها، فتقوم بالأعمال الزراعية بدلاً من استئجار عمال وتوفر المال للأسرة وإنتاج بعض المواد الغذائية كاللحوم واللبن والزبدة وغيرها من خلال اهتمامها بالثروة الحيوانية، وتقوم بالأعمال المنزلية المتعددة التي تساهم مساهمة اقتصادية كبيرة في ميزانية الأسرة، كما أنها تقوم بأهم عمل ألا وهو الحمل والولادة والاهتمام بتربية الأولاد، بالإضافة إلى عملها على الاستقرار الأسري وتعتبر مصدر عون كبير بالنسبة للرجل في حياته.
كذلك أشارت الدراسة إلى تدني حق المرأة في اتخاذ القرار وحق التصرف، ناتج عن عدم الاعتراف بقيمة أعمالها غير المنظورة، لأنه يتم اعتبار المرأة العاملة بأجر غير منظور غير مساهم في ميزانية الأسرة ولم تساهم في بناء ممتلكاتها، فليس من حقها اتخاذ القرار أو حق التصرف في شيء لم تساهم به.
وقد قدر عمل المرأة في هذه الدراسة بمتوسط عام مقداره12618 ريالاً شهرياً وهذا الرقم يتم تغييبه بقصد وبدونه، مما يؤثر سلباً على دور ومكانة المرأة في المجتمع اليمني بصفة خاصة والمجتمعات الأخرى بصفة عامة.
وأنا هنا اؤكد أيضاً بأن الكثير من النساء يساهمن في ميزانية الأسرة ويساعدن الرجل في تحمل مشقة وعي الحياة، فهناك نساء يعملن كدلالات، يبعن الأقمشة والعطور والبخور وهناك من يبعن الأيسكريم وأيضاً من تعمل خياطة وهن لم يكن يعملن في منازل أهاليهن وإنما قررن العمل للمساعدة والمساهمة في ميزانية المنزل وللتخفيف من عبئ الحمل على أزواجهن.
وعلى ذكر عمل المرأة فقد عرضت قناة الآن الفضائية موضوعاً عن المرأة الموريتانية، بكونها معيلة للأسرة.. ونحن في اليمن لدينا الكثير من النساء يعلن أسرهن.. أعلم أن هناك نساء يقمن بذلك بحكم أعمالهن وأنا لست بصدد هؤلاء وإنما من لم تتعود على العمل ولم تخرج يوماً للعمل ولكن بعد الزواج يغيب عنها المعيل فتضطر لتحمل العبء ولأنها لا تملك شهادة أو حتى مؤهلات كافية تخضع للظروف وتقبل بأي عمل من أجل تأمين المأكل والمشرب لأطفالها وهناك كم كبير من النساء أصبحن مسئولات عن أسرهن خاصة في ظل تزايد عدد الشهداء، فعلى الدولة أن تراعي ذلك وأن تدرج أسم كل النساء المعيلات لأسرهن في صندوق الرعاية الاجتماعية لمساعدتهن في تحمل مشاق الحياة.. وأيضاً هنا يأتي دور المؤسسات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني لتقديم العون لمثل هذه الأسر والنساء إما عبر القروض أو التأهيل وما إلى ذلك من المساعدات.