الصراعات شيء حتمي في أي مجتمع منذ الأزل مع اختلاف الدوافع من مصالح أو نفوذ أو قوه أو ديني أو عرقي ... الح, لكن الخلاف في طريقة إدارة الصراع وهي إحدى طريقتين؛ إما الاستقواء بالمال والقوة والعدد, أو الحوار والصلح والحجة وكلاهما يؤدي لنتائج, مع الاختلاف بأن الاول نتائجه مكلفة مادياً وبشرياً وغير امنة العواقب..
ولذلك كانت الدعوات السماوية لتغليب لغة القيم والحوار على لغة القوة والنفوذ وجاءت الديمقراطية كذلك لتنقل الصراع من البنادق والقوة الى البرامج والصناديق والانجاز على الواقع وبهكذا يحسم الخلاف ويصل المختلفون الى نتائجهم بلا دماء ولا حروب ولا دمار وفي نفس الوقت يتبادل الجميع المواقع بنفوس راضية.
واليوم وفي طاولة الحوار يوجد صراع حقيقي بين مشاريع وقضايا متعددة وشائكة وقد جرب ببعضها السلاح ولم يفض لحل جذري وما هو مطلوب الشفافية والصراحة في طرح القضايا من اجل الوصول الى حلول وسط وعلى الجميع أن يعي انها ليست تحدياً للثوابت او خروج على الخطوط الحمراء, لأنها انعكاس لواقع موجود, بل ومن حقهم إقامة الفعاليات والحشود لأي قضية كانت ويجمع حتى مليون شخص, المهم هو أن لا يسعى لإكراه الآخرين باستخدام السلاح والنفوذ وان يحترم اراء وحشود الاخرين, فمثلاً يحشد للانفصال مليون ويحشد الوحدويون مليونين, فلا يلجأ للعنف والإكراه لمنع حشود الآخرين ويقبل بالحلول الوسط التي سيلتقي عندها الطرفان, وهذا يقودنا للتأكيد أن هيكلة الجيش وسلاح المليشيات المتوسط والثقيل يجب أن لا ينتهي الحوار إلا وقد تمت سيطرة الدولة ممثلة بوزارة الدفاع والداخلية ليكون ذلك ضماناً من ضمانات تطبيق نتائج الحوار في الواقع.
وللجميع نذكر بحقيقة تاريخية, هي ان المسافة بين الوصول للنتائج بالقوة أبعد واكثر تكلفة وجهد والم وضعف امام العالم من الوصول اليها بالحوار والحجة والسلم والتراضي.
فؤاد الفقيه
الصراع بين الحوار والبندق 1653