من أول يوم انعقد فيه مؤتمر الحوار الوطني ونحن نلاحظ بعض الأعضاء المحترمين المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني, كيف أنهم يتمايلون أمام الكاميرا ويرسلون إلينا بتلك الابتسامات التي للأسف نحن نبغضها, سيما وأنها تأتي لنا من قاعة الحوار.. أيعقل أن هذا الحوار الذي كنا نعدله منذ أشهر عديدة فيه أولئك الذين يتحدثون إلى بعضهم أثناء إلقاء أي عضو من أعضاء الحوار لكلمته دون احترام له وللأعضاء المتواجدين ولا للمشاهدين أيضاً؟، أما يعلم أولئك الأعضاء أن المشاهد للحوار عبر شاشات التلفاز يلتزم الصمت ويتحلى بالهدوء أكثر منهم؟!..
وليست ظاهرة الحديث مع البعض هي المشكلة الوحيدة عند هؤلاء الأعضاء, بل إنهم دائمو التبسم وكأنهم في حفلة غنائية ينتظرون صعود فنانهم الغنائي على خشبة المسرح, إضافة إلى ذلك فإنهم يصفقون باستمرار ولأتفه الأسباب..
يا هؤلاء لستم في صف مرحلة أساسية حتى يظل نواب مؤتمر الحوار يطلبون منكم أن تلتزموا الصمت وتتحلوا بالهدوء؛ يجب عليكم أن تعلموا علم اليقين أنكم لا تجلسون على كراسي مريحة, بل إنكم تجلسون على جثث العديد من الشهداء وتسبحون في أنهار من دمائهم الطاهرة ولتعلموا أنكم لستم أصحاب قضية تافهة حتى تكونوا على ذلك الحال وأنكم أصحاب قضايا عديدة؛ القضية الواحدة منها تكاد تعصف بالبلاد وتدمرها.. أنتم من يعَول عليكم أكثر من خمسة وعشرين مليون نسمة لكي تخرجوهم من أسوأ مرحلة يعشونها وتعيشونها، الجميع مستاءون لما يرون من بعض أعضاء الحوار وهم غير ملتزمين ومتحلين بالصمت والهدوء.. وأكثر ما يؤلمنا أن هؤلاء هم من يمثلون أولئك الشهداء بأطيافهم المختلفة.. كما أنني هنا لا أنسى أن أشكر أولئك الأعضاء المشاركين في الحوار الذين تبدو في وجوههم الكريمة الصورة الكاملة لحقيقة المعاناة التي يعاني منها الشعب والوطن ويسعون بجهودهم الطيبة إلى رسم غد مشرق.