ليعلم أولئك المتحاورون جميعاً أن الحوار سيبين للشعب ما يحمله كل منهم لهذا الوطن من خير أو شر وعليهم أن يدركوا أن نجاح الحوار هو الذي سيثبت صدق حبهم, وولائهم, ووفائهم, وإخلاصهم لهذا الوطن الذي نسمعهم ينادون باسمه, ويهتفون بحبه, ويتغنون به ليلاً ونهاراً.. وليعلموا أنهم بنجاح الحوار سيثبتون ويؤكدون على انهم ابناء هذا الوطن الذي وصف الله(جل جلاله) أهله بأنهم أهل الشورى, وذو القوة, وأُولى البأس الشديد, وذكرهم المصطفي (صلى الله عليه وسلم) بأنهم أهل الإيمان والحكمة, وشهد التاريخ بأنهم أهل المجد والحضارة, وأصل العرب ومنبع العروبة وعرفهم العالم بأنهم اهل العز والنخوة والجود والكرم, وهذا الوطن يعرف التاريخ والعالم والوجود بركنه الشريف, وحجمه الكبير, ومساحته الواسعة على وجه الخارطة, ومكانه الريادي ,ومكانته العالية, ودوره الايجابي الفاعل على هذا الوجود.. الذين حملوا له بصدق وإخلاص حبهم وولائهم أولئك الذين هم أجدادنا, والذي بهم عرف الوجود الحضارة..
فعلى الجميع وخصوصا أولئك المتحاورين أن يدركوا بأن هذا الحوار هو من أجل الوطن وانقاذه مما هو فيه, وحمايته من التشظي والتمزق والتشطير, وإخراجه إلى بر الأمان , والمضي في بنائه ونهضته وحمايته....فهذا الوطن لن ينقذه , ولن يحميه, ولن يبنيه الا ابناؤه, ولن يكن لهم هذا إلا بصدقهم, وإخلاصهم, ووفائهم, في الانتماء والولاء, وطهر أكفهم ,وصفاء قلوبهم وعقولهم, وعزم نفوسهم الذي لا تلين. وهذا ما يعلمه الجميع, وما حدث لـ (سيف بن ذي يزن) لا يخفى على أحد.. ولذا فعلى جميع المتحاورين ان يعرفوا جيداً أنهم أمام امتحان وضعه الوطن في جميع المواد الوطنية الأساسية ومتلطلباتها.. والذي يجب عليهم ان يتفقوا على النجاح فيه, ليثبتوا صدق الولاء والانتماء والحب والوفاء لهذا الوطن, وأن يؤكدوا بذلك انهم أبناء هذا الوطن, الذي لا بد على التاريخ ان ينقش اسمائهم بما قدموا.. كما نقش أسماء أولئك الأجداد.. وليعلموا أن النتائج الضعيفة والمشوهة والمتدنية.. لا تدل الا على تشوه نواياهم في الولاء والانتماء والوفاء والاخلاص لهذا لوطن, وتدل على تدني عقلياتهم, وضيق نظراتهم, وتغلب المشاريع الصغيرة عليهم.. وعليهم أن يدركوا أن فشل الحوار لا يدل إلا على فشلهم الذريع وحدهم والذي سيلبسهم ثوب الخزي والهوان, ويحل عليهم غضب التاريخ ولعنة الأجيال.. وبهذا فعلى المتحاورين جميعاً أن يقدموا التضحيات الكبيرة, والتنازلات المؤلمة, من أجل إنقاذ هذا الوطن, والحفاظ عليه من التشظي والتمزق والتشطير, وإلا فليرحلوا جميعاً بفشلهم غير مأسوفٍ عليهم..