حين نتأمل اليوم في واقعنا المعاش قبل انتفاضة ثورة فبراير ومن بعدها نشعر بأن هناك غياباً تاماً لقيم المدنية والحداثة بما تعنيه الكلمة من معنى وأن ترفع ثقافتنا ونؤمن بالقبول بالآخر وليكن التسامح والود شعارنا ، نتحدث عن واقعنا ونقول بأن المدنية هي عصر التكنولوجيا عصر استخدام أحدث تكنولوجيهات العصر من سيارات وحواسيب وأيضاً هواتف محمولة ، بينما على مستوى تفكيرنا وأسلوبنا وسلوكنا وقيمنا الشخصية لا نرى انعكاساً لقيم المدنية التي نريدها ومن بين واقعنا المعاش القبلية التي لا تؤمن بالتعدد أو التعايش بفعل الأرض الذي تربى فيها ذلك القبيلي وغياب المنهج التفكيري والعملي والإبداعي .
فالمدنية حاجة ملحة لنا, فالتمدن ليس حاجة ترفيهية فحسب فلا يمكن إقامة مدن أو جامعات أو مصانع أو مستشفيات أو مجمعات قضائية دون أن يصاحب تلك ثقافة مدنية لإدارة شؤونها .
نعم فالمدنية هي أن يكون كل أبناء الدولة المدنية أحراراً وألا يسمحوا للظالم أو الطاغية أو أي مستبد لمكان ما فيما بينهم وذلك تطبيقاً لما قاله المفكر توكفيل (( لا يمكن اشتقاق المدنية من مجتمع للعبيد)).
عبدالله كرش
المدنية التي نريد 1369