في حين لا تزال معظم المناطق في بلادنا لم تصل إليها بعد خدمة الكهرباء, أي أن هذه المناطق مازالت تعيش ما قبل اختراع العم أديسون للمصباح الكهربائي, حيث تعتمد في حصولها لمصدر الضوء على الوسائل التقليدية التي غالباً ما تكون مضرة على صحة الإنسان بل وخطرة تهدد حياته وما وجود ضحايا مادة الشمع المحترقة ضمن الإحصائيات السنوية للكوارث في بلدنا إلا دليلاً واضحاً يؤكد ذلك؛ مقابل ذلك تحتفل كثير من بلدان العالم سنوياً بيوم الأرض وذلك بإطفائها للضوء لساعة زمنية واحدة ونحن في اليمن منً الله علينا بنظامنا السابق حيث جعل أيام الأرض كلها من نصيبنا وحدنا..
 وبما أن النظام السابق قد فشل فشلاً ذريعاً في توفير خدمة الكهرباء لمواطنيه بالشكل المطلوب إلا أنني هنا أعتب على حكومة الوفاق التي لم تسعى هي الأخرى إلى تحسين هذه الخدمة ولو بشكل بسيط, فإن لم يكن بوسعها فعل ذلك فأقل ما يمكن أن تقوم به هو فرض هيبتها على الواقع حتى تضمن لنا وصول خدمة الكهرباء بما هو موجود لدينا ،ومع أننا في اليمن نعاني الأمًرين, مشكلة الكهرباء الشبه مفقودة ومشكلة حكومة حالية عاجزة فإننا أصبحنا نعاني من مشكلة ثالثة هي أسوأ من سابقيها وهي مشكلة ظهور الخفافيش الظلامية التي تحب الظلام وتعيش في الظلام وتريد للآخرين أن يعيشوا حياتهم- حياة الخفافيش- ولكي يلزموا الآخرين على أن يعيشوا ذلك ما على هذه الخفافيش إلا أن تقوم بالاعتداء على خطوط إمداد نقل الكهرباء عندها سيصبح الجميع في هذا البلد (مخفششين) الجميل هنا عندما ترى أحد هؤلاء الخفافيش سترى أنه خفاش قبيلي ينتمي إلى منطقة لها من القيم النبيلة ما يمكنها أن تفاخر بها الجميع؛ إلا أنه بسبب قضية هي من اختصاص القضاء أو حاجته لشيء ما أو بسبب مبلغ من المال يحصل عليه من جهة لا تريد لهذا الوطن والشعب أي خير, باع ضميره وتجرد من كل تلك الصفات ورضي لنفسه بأن يكون خفاشاً لا يعيش إلا في الظلام ويلزم الآخرين على ذلك، الشيء المؤسف هنا هو أن هؤلاء الخفافيش قد تجاهلت قول رسولنا الكريم بل ودفنت به في الصحراء حين قال: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"..
 شخصياً أستغرب أن يكون من مأرب أو من آل شبوان مصدر الاعتداء! صحيح أنهم يعانون من الظلم والتهميش كغالبية أبناء اليمن إلا أنهم أصحاب خلق والتاريخ كفيل بأن يثبت عنهم ذلك وما الاعتداء على خطوط الكهرباء إلا ظاهرة طرية وأتمنى وألا تتحول هذه الظاهرة إلى مشكلة في أوساطهم بحيث يكون من الصعب التخلص منها؛ وأنا هنا مستاء أن أصف هؤلاء العابثين المعتدين بالخفافيش, لكن كراهيتي للظلام ولمثل ما يقومون به قد ألزمني على وصفهم بذلك..
 وأخيراً أقول لكل من يعتدي على خطوط الكهرباء: أما تعلمون بأن هنالك المرضى في المستشفيات ،والموتى في الثلاجات، والطالب مع كتابه، والأم مع رضيعها ،والموظف في مكتبه وغيرهم يدعونكم ويتمنون منكم ألا تكونوا أداة لمن أغرقوا البلاد في الظلام بفسادهم لعقود وألا تسعوا إلى تحقيق مطالب هي لكم عبر اعتداءاتكم على خطوط الكهرباء, فهل أنتم مستجيبون لهم؟