قبل أكثر من 1400عام.. وصف الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم- اليمن واليمنيين بقوله: "الإيمان يمان والحكمة يمانية " وها هي الحكمة اليمانية قد تجلت اليوم في أبهى صورها ومعانيها ودلالاتها من خلال اتفاق اليمنيين على عقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ارتضوه جميعاً كطوق نجاة لهم ومخرج سلمي لوطنهم الذي يعاني الكثير من التهديدات التي كادت أن تسوقه إلى أحضان الغول.
ففضلاً عن احتفالية افتتاح المؤتمر الوطني الذي دشنه فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية, فقد خطفت بداية جلسات مؤتمر الحوار مشاعر وإعجاب الجميع وحظيت بتفاؤل شعبي واسع من إمكانية نجاحه والذي سادته ومنذ البداية الصراحة والروح الوطنية العالية لدى كافة الأعضاء المشاركين الذي أكدوا انحيازهم وولائهم للوطن وأنهم فعلاً عند مستوى ثقة شعبهم الذي يعلق عليهم آمالاً عريضة في تحقيق كافة أهداف ومضامين محاور الحوار الذي يعتبر نجاحه انجازاً وانتصاراً لليمن ولإرادة الشعب التواق للعيش في سلام وبوطن موحد يسوده الأمن والاستقرار والرخاء، وافشالاً لمراهنات ومخططات أعداء اليمن.
لذلك ومن منطلق حرصنا على سلامة اليمن نقول: إن نجاح مؤتمر الحوار لن يتحقق بشكله الكامل الذي ينشده جميع اليمنيين إلا من خلال تفاعل كل أبناء الشعب مع هذا الحدث الديمقراطي الكبير والتوعية المجتمعية الشاملة بأهمية هذا الحوار وانعكاساته على حاضر ومستقبل اليمن في تشكيل الغد الأفضل، بحيث يشعر جميع اليمنيين بكل فئاتهم السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والبرلمانية وكل شرائح ومكونات ومنظمات المجتمع المدني بأنهم شركاء في صنع نجاح المؤتمر كلاً في موقعه ومسئوليته.
فنحن مطالبون جميعاً بتعزيز لغة الحوار وتضافر الجهود لتلبية حاجات وتطلعات الشعب اليمني... من خلال هذا المؤتمر الذي لا خيار أمام الشعب اليمني سوى نجاحه.. ومع تنامي مستوى الوعي الجماهيري بأهمية الدور المأمول الذي يجب أن يضطلع به جميع اليمنيين في دعم ومساندة جهود الحوار.. فإنني أؤكد ومن خلال صحيفة "أخبار اليوم"أن أبناء محافظة إب سيكونون في مقدمة الداعمين للإرادة السياسية والشعبية في نجاح الحوار الملبي لتطلعات الشعب.
وعليه ندعو كافة أبناء شعبنا اليمني العظيم الذي يتطلع إلى وطن آمن في هذا الظرف العصيب الذي يضعه وطنه اليوم أمام مسئولية تاريخية نادرة للعمل معاً من أجل نجاح الحوار الذي أصبح ضرورةً وطنيةً هامةً والخيار الوحيد لبناء اليمن الجديد ومغادرة الماضي بكل سلبياته وتراكماته والخروج بسلام من كل المشاكل التي يعاني منها اليمنيون.
كما نحث أخواننا المشاركين بالحوار على ضرورة توحيد كلمتهم وأراءهم وبذل المزيد من التلاحم والجهود البناءة والوصول إلى قواسم مشتركة من العمل الموحد الذي يخدم المصلحة العليا للوطن, بعيداً عن أي تعصب حزبي أو فئوي أو جهوي أو مناطقي ضيَق.. ويناقشون كافة القضايا المطروحة على طاولة الحوار بشفافية وصدق نوايا، حتى يصلوا بسفينة الوطن إلى بر الأمان وبما يحافظ على أمنه واستقراره ووحدته...
عضو المجلس المحلي بمحافظة إب
احمد علي البصير
نجاح الحوار.. مسؤولية الجميع 1447