كما فعل شقيقه الأكثر عداوة في العراق واصل البعث السوري تدمير سوريا.
السؤال لماذا؟
الجواب مؤلم!
فالحزب كرس الديكتاتورية وهيمن على الناس بالقتل والإرهاب والتهديد وزرع الجواسيس بين أفراد الأسرة الواحدة، الحزب أتخمت قياداته وأفراد الأسرة الحاكمة بينما يئن ملايين السوريين من الفقر والعوز.
أما آلة الحزب الإعلامية فقد أوهمته أنه يحظى بشعبية كبيرة، ولهذا فما أن بدأت تعلو الأصوات المناوئة وتتوالى المظاهرات حتى تم اتهام جهات خارجية، وتم القتل والتعذيب والسجن بدلًا من الإصغاء والإصلاح.. وهذه علة تشترك فيها كل الأنظمة الشمولية في العالم العربي.
أيضاً خنوع الشعب السوري لفترة طويلة أغرى الحزب واستقوى لدرجة أن هناك نُخباً من التيار العلماني والديني استمروا في تأييد الحزب في حربه الشرسة ضد شعبه.
أيضا أصبح المشهد السوري فرصة لحشد الجموع الإرهابية ولعل من أكبر المساهمين هم بعض الرموز الدينية السورية التي اكتفت بالصراخ في القنوات الفضائية وإلهاب حماس الشباب المسلم والسعودي بالذات لحرقهم في محرقة الإرهاب في مشهد مماثل لما حدث في أفغانستان والعراق والصومال وما يحدث في اليمن.
وللأسف فإن هناك "دعاة" خصصوا منابرهم ومواقعهم على النت لبث مثل تلك الدعوات بالضبط كما حدث في أفغانستان, أحد المساجد يقنت كل فجر ويدعو على النظام السوري.
أيضا هناك ضيق أفق في من يتناول المشهد السوري من السعوديين بالذات فهم يتحدثون عن العلويين ويصنفونهم بأنهم هم القتلة، بينما هناك مئات من النخب العلوية هجرت سوريا مع أسرهم في احتجاج على جرائم النظام ضد شعبه.. ولو حاولنا أن نوجد تبريرا لتأييد الشيخ/ محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله للنظام، فكل تبرير ممكن إلا أن يكون علوياً.
لاشك أن سوريا وشمال لبنان وغرب العراق ستصبح جنة للإرهابيين، ليس لحرب إسرائيل ولا لنشر الإسلام ولكن للتفجير في أسواق المسلمين ومساجدهم والإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل.
ما يفعله النظام السوري بالشعب هو جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس ولابد من محاكمة المتورطين الفعليين فيه.
أيضا تأييد الشعب السوري لابد أن يكون على المستوى الرسمي فقط حتى لانساهم في دفع المزيد من الشباب إلى جحيم التكفيريين ولابد من أن نتعلم من أخطائنا السابقة، فليس مكانها خُطب الجمعة ولا القنوات الفضائية ولا صلوات الفجر.
صحيفة الرياض
د. محمد ناهض القويز
تأملات في المشهد السوري 1618