إن الناظر للقضايا المطروحة على جدول أعمال الحوار الوطني سيجدها تجسيداً لأهداف الثورة، وكذلك سيجد أن ميزان قوى جديدة بدأت تتشكل وعلى رأسها مضمون المؤتمر الوطني كفعالية ضاغطة من أجل التغيير, وكذلك وجود قضايا مسكوت عنها رفعتها الثورة إلى فوق الطاولة، وفي مقدمتها القضية الجنوبية..
ولهذا بدا واضحاً في مؤتمر الحوار الوطني، أن كل أدوات القوة والنفوذ المرتبطة بالنظام السابق قد حيدت في سياق مؤتمر الحوار، أو أنها على الأقل بدت مكتوفة الأيدي لا حول لها ولا قوة، ولا إمكانية بيدها لعرقلة مسار التسوية التاريخية بين اليمنيين..
والمقرر أن ينتج عن الحوار الوطني العقد الاجتماعي الجديد الذي يؤسس لدولة النظام والقانون، وهذا هو املنا وهو المزاج العام اليمني الذي يرى في مؤتمر الحوار طوق نجاة من الشبكة المعقدة والمتداخلة التي خلفها النظام السابق، والتي لا زالت تمسك بأدوات القوة والمال التي راكمتها بأدوات السلطة طوال العقود الماضية، وأصبحت اليمن بفضل الثورة السلمية وتضحيات الشباب أكبر من الجميع ومصلحة الشعب اليمني مقدمة على مصلحة الجميع، واكبر من حساباتهم الذاتية.
إن مراكز القوى ستصفد في مؤتمر الحوار, فعلى أعضاء مؤتمر الحوار وعلى اليمنين جميعاً ان يغتنموا الفرصة لإنقاذ الوطن وصياغة قواعد اللعبة السياسية الجديدة والحديثة والتي ستمنع الاستبداد لمائة عام قادمة، بعيداً عن الطهاشة التي لا تشبع إلا من التراب.
محمد سيف عبدالله العدينى
فرصة تأسيس الدولة المدنية 1388