باستثناء دور تنظيم الضباط الأحرار الذي أشعل ثورة سبتمبر عام 1962م وقادها، وقبله دخول (الجيش الإمامي ) إبّان ما عُرف تاريخياً بـ( الحرب اليمنية – السعودية ) عام 1934 م.
فإن استقراء دور الجيش اليمني في تاريخنا الحديث والمعاصر، ومهامه، يدفع إلى القول :
إن لدينا مليشيات حكام لا جيوش أوطان!
الإشكالية أن (الجيش اليمني) قريبٌ أكثر مما ينبغي من سياساتنا وصراعاتنا الداخلية!
أما حدودنا الخارجية، فيبدو أنها منكشفة تجاه الخارجي ومُنتهَكة من الجار, سواء أكان جاراً قريباً (سعودياً) أو متدخلاً (إيرانياً) أم غريباً (أمريكياً)!
بل إن هذه الحدود، مازالت بمنأى عن نطاق اهتمامات الجيش اليمني وعقيدته، وكذا خارج حيز وظائفه المؤداه فعلاً وواقعاً!
كما أنهُ في حالة صحة الأنباء المتداولة حالياً، عن إقدام (الشقيقة الكبرى) السعودية لغزو بعض الأراضي اليمنية الجديدة واحتلالها، في ظل صمت حكومي مطبق، يصل إلى حد الموات السياسي والعسكري في آن!
فإننا فعلاً، حينئذٍ نكون قد انتقلنا إلى مرحلة وجود (جيش) من دون عقيدة ولا مهام، في مقابل وجود (مليشيات) ذات وظيفة ومهام غير وطنية!
ولذا فإن الخشية، هنا, من استمرار مرحلة حضور (مليشيات الحكام )، في مقابل غياب (جيوش الأوطان )!
إن المطلوب: حضور جيوش الأوطان، لتحل محل مليشيات الحكام ؛ ولنغدو بمنأى عن عسكرة السياسة، وتسييس العسكرة بقدر الإمكان.
أيها المعنيون، (عسكريون ) و(مدنيون)، (حزبيون) و(مستقلون)، (صامتون) و( متحاورون)
اعلموا أننا نحتاج لحُماة حدود لا صُّناع قيود. وحُرّاس سيادة لا متقبلي وصاية، وأنصار ثورات لا مدبري انقلابات!
ألاّ هل بلغت، اللهم فاشهد.
د. محمد الظاهري
إنَّها مليشيات حكام لا جيوش أوطان 1322