لقد كانت القضية الجنوبية قضية حقوقية بحتة, مطالب عسكريين متقاعدين واجهت اهمالاً اما عمداً او بجهل, فترافعت الاصوات حتى اصبحت اضطهاد واحتلالاً ومطالبة بالانفصال وذلك استغله استغلالاً سياسياً واصبحت من قضية حقوقية الى مشروع انفصالي ايراني يسعى فيه الفصيل الانفصالي بدعم مادي وعسكري واعلامي من قبل ايران على يد البيض والعطاس ودعم من صنعاء على يد القوى اصحاب المشاريع الضيقة.
لم تكن القضية الجنوبية محور نقاش في المبادرة الخليجية, بل اضيفت اضافة من باب الانصاف والمطالب الحقوقية في الالية للمبادرة.. وايضاً قضية صعدة, فكان التنازل من القيادة لكسب الانفصاليين وارضائهم بان القضية تكون لها الاولوية ومن اهم القضايا المفصلية وهذا كان خطأ كبيراً.. لطالما شكلت لجنتان؛ لجنة الاراضي ولجنة المقعدين وباشرت اعمالهما وتقدم اكثر من طلب 4000 للأراضي وكذا 29 الف استمارة من المقصيين والمسرحين واللجنتان تباشران اعمالهما, فهذا هو حل المشكلة للقضية.
لقد كان من الاهداف لهذه القضية المشروع الايراني لفصل الجنوب والسيطرة على باب المندب كموقع استراتيجي وتحكم من قبل ايران في الملاحة الدولية وتهديد الامنين الاقليمي والعالمي, فوجد هذا المشروع من يتبناه ويسعى الى تحقيقه البيض والعطاس بضخ الاموال التي تأتي من ايران والاسلحة والدعم الاعلامي في لبنان ولايزال هذا المشروع قائماً ويسير في اتجاهين: الاول افشال الحوار والدخول الصراعات حسب مخططاتهم, والثاني التوصل الى حل وسطي يرضي الجميع.. الفدرالية والفدرالية تكون ناجحة في الدول الاقتصادية ويكون فيها النسيج الاجتماعي موحداً, بينما في اليمن يختلف, فان النسيج الاجتماعي غير مناسب للفدرالية, فهناك الطائفية والمذهبية والعنصرية والمناطقية والقبلية وكلها هذه لا تؤهلنا الى الفدرالية التي يتشدق بها البعض.. لقد وضعت هذه الفدرالية في 1990 م من قبل النظامين الدكتاتورين البائدين ولكن لم تحظ بنجاح, فاليمن آنذاك كان تحت خط فقر كلا النظامين, فلم يجدوا حلاً مناسباً الا الاندماجية وهو الحل الصائب.. فما هو الهدف من هذا الترويج الفدرالي؟.. ان الذين يطالبون بالفدرالية هم على علم دقيق جداً ومدروس بان هذه الفدرالية غير ناجحة في اليمن, فما ان يكون الا سنة او سنتان وبعدها نفس المطالبة بالانفصال, لان الطرف الانفصالي سيظل يطالب بهذه حتى يصل إلى الفدرالية وبعدها نتائج لا يحمد عقباها.. انها اهداف شيطانية ترتبت ودرست في ايران والمنفذون اصحاب الانفصال المشاريع الصغير.. انا ننظر الى وطن موحد على طول الازمان, فالوحدة هي الوحدة وفقاً للقرارات الدولية والمبادرة الخليجية, فلا تحاور في هذا الموضوع سواء دخل الانفصاليون الحوار او لم يدخلوا وسواء تقولوا او يقولوا ان لا وحدة الا بالرضى ولا انفصال الا بالرضى وهذه اساليب الالتواء مرفوضة, فالوحدة وحدة شعب منذ القدم, ففرق الاستعمار الاوطان لأهداف الحكم والسلطة وكذلك الاقاليم هو فرز نفس الدكتاتورية السابقة.. فما هو الحل؟..
وحدة اندماجية كما كانت مع مجالس محلية كاملة الصلاحية وبناء دولة المؤسسات الدولة المدنية الحديثة وهذه كانت من اهداف الوحدة ولكن لم تتطبق, فالان جاءت الثورة لكي تطبقها ولم نثر ونضحى كي نأتي بالفدرالية أو الاقاليم.. يجب على الجميع ان يعتبر القضية الجنوبية قضية حقوقية وليست قضية سياسية او تقرير مصير مستقبلا كما يخطط لها.. اننا ثائرون وثائرات نطالب الرئيس وهو رئيس الحوار أن تحل القضية الجنوبية من خلال اللجنتين ولا يعطي للحوار ان يخرج عن مساره.. نتمسك بالمبادرة الخليجية والقرارات الدولية والدستور والشرعية, فالحلول وفقاً للدستور والقوانين.
الخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمعتقلين والمجد لليمن والثورة مستمرة حتى النصر.
يحيى عودين
القضية الجنوبية.. أهدافها ونتائجها 1384