لاشك في أن انعقاد مؤتمر الحوار الوطني بعد تحضيرات مكثفة له في الداخل والخارج أمر يفرح اليمنيين وأشقاءهم وأصدقائهم, فمجرد نجاحهم في الوصول إلى موعد انعقاده يعد شيئاً إيجابياً, خاصة في ظل الانقسام الحاصل في الساحة السياسية والاجتماعية منذ بدء الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد قبل أكثر من عامين.
في مؤتمر الحوار يقدم الغث والسمين كما يقال, بل هناك من يسهب في اعطاء الحاضرين قصة حياته, بينما من المفترض أن يتناقش الحاضرون عن صورة نظام الحكم, هل يكون رئاسياً أو برلمانياً, والله يقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله), ويقول (ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى).. ويستفاد من الآية أن لا يقدم المسلم كلاماً فوق كلام الله وفوق كلام نبيه, هناك ما يسمى ثوابت ومتغيرات, وقد تعارف خبراء السياسة أن الحوار يكون حول المتغيرات, اما الثوابت فلا نقاش حولها.. فالوحدة الوطنية تعد من الثوابت التي لا يجوز النقاش حولها لأن الله يقول(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
أيها الإخوة الكرام: آخر ما أنتجته وأفرزته عقول أولياء الشيطان أنه تعالوا إلى كلمة سواء, أي لا تحاولوا أن تقضوا علينا, ولا نحاول أن نقضي عليكم, فلنعش جميعاً تحت راية الوطن, وتحت راية الحرية والعدالة, فاعتقد ما تشاء وأنا أعتقد ما أشاء, وقل ما تشاء وأنا أقول ما أشاء!, وهذا ما سمي أخيراً بالإيمان بالرأي والرأي الآخر, والقبول بالرأي والرأي الآخر!. فيا سبحان الله!, هذه حيلة أو مخدر مؤقت, فما رأينا حروباً مثل حروب هذا العصر قساوة وشراسة مع ادعاء الجميع/ الإيمان بالرأي والرأي الآخر, وما رأينا استناداً مثل استبداد هذا العصر مع إعلان الجميع, الإيمان بالرأي والرأي الآخر.
عبدالمجيد محمد السامعي
على ماذا يتحاورون 1398