عرفنا عن طريق أجدادنا الغابرين وكذا الكتب السماوية أن ربنا واحد وديننا واحد ونبينا واحد ولكن من يوم ما ظهرت ثورة الخميني في إيران أنتشر المذهب الشيعي وتوسع في الكثير من الدول العربية والاسلامية وظهر في العراق أثناء اختلالها من دول التحالف وامريكا في ابريل بعد القضاء على حكم صدام واعدامه, انتشر المذهب الشيعي وطغت أجواء التوتر الشديد على العلاقات بين السنة والشيعة.. حيث ما أن زال حكم صدام في العراق وظهور ثورة الخميني في إيران ظهر ذلك المذهب الشيعي بقوة وتوسع بكثافة في الكثير من الدول العربية والاسلامية وغيرها من الدول, أدى ذلك إلى جلب التوترات والخلافات بين السنة والشيعة في العراق والبحرين ولبنان ومصر والأردن وتونس والبقية سوف تأتي فيما بعد من اليمن وليبيا وسوريا وخاصة من بعد ظهور "ثورات الربيع العربي" في تلك الدول العربية التي زادت فيها المشاحنات والخلافات بين المسلمين بعضهم البعض مع أن ربهم واحد ورسولهم واحد وديانتهم واحدة لا لشيء إلا أن دعاة الاسلام المتشديين – الاخوان المسلمين ومن في حكمهم الذين بظهورهم أدى ذلك إلى المدى في تشخيص الخصوم والادوات وحجم الحساسية السياسية بين الطوائف الدينية, كما كشفت مدى الصراع السياسي الذي يختمر في ثناء العلاقة بين المناصب القيادية في كل من العراق ومصر والصومال والاردن ولبنان بسبب الدور الايراني ا لمتنامي لانتشار المذهب الشيعي وتوابعه في المنطقة.. ورغم هذه الحساسية الواضحة إلا أنه مخطئ من يعتقد أن الازمة في العلاقة بين تلك الاطراف هي أزمة دينية أو لأسباب دينية بل هي في الأساس أزمة سياسية بامتياز يريدون أن يحكموا كما جرى ويجري في مصر وتونس والعراق والمشاحنات والمسيرات للغرض ذاته في الاردن وليبيا وجماعة صادق المهدي والترابي في السودان الذي لم يتركوا للرئيس السوداني عمر البشير حاله أصبح الاعتقال المستمر لهم ومن ثم اطلاق سراحهم وكذا في الاردن والصومال والبحرين كل هذه الاحداث أدت إلى أن ظهور مؤخراً الخلاف الشيعي السني على السطح في هذه البلدان والبقية تأتي لتصبح مادة اعلامية تغطي مساحة لا بأس بها من نشاط الفضائيات, والتي أخذت منحنى خطيراً عندما انتقل إلى أطر قيادية لها وزنها الاعتباري على الصعيد العلمي والمكانة الدينية أولاً وعلى الصعيد السياسي وأحزاب سياسية مرموقة وما لا يخفى على أحد أن هناك اختلافاً عقائدياً وفقهياً بين المذهبيين له عمقه واتساعه الذي لا ينكر.. لا ندري ما السبب في الاختلاف السني والشيعي وما جلبه وأتى به المذهب الشيعي والزيدي والسلفيين وإخوان المسلمين من نزاع ومشاكل واختلافات وبلاوي لايخدم الدين الاسلامي مع أنه مهما بلغ عمق الخلاف العقائدي والفقهي بين المذهبين ومن ضمنهم السلفيين والأخوان المسلمين وغيرهم, إلا أن الجميع متفق على الاركان والقواعد العامة التي لايتجوز معها التفكير والاخراج عن الملة, فلماذا هذه البدع والفتاوى العجيبة المريبة من قبل اخواننا في الاسلام "الشيعة والسلفيين واخوان المسلمين ومن في حكمهم"؟! طالما ونحن جميعاً نؤمن بالله الواحد الأحد وبرسالة محمد (صلى الله عليه وسلم) ونؤمن بالآخرة والحساب والجنة والنار ونؤمن بالرسل السابقين والملائكة ونصلي صلاة واحدة إلى قبلة واحدة ونؤدي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت العتيق في وقت واحد.. وما عدا ذلك من عصمة الأئمة وما يتعلق بهم فهو مما يجب ترك كل مذهب وما يعتقد والحساب عند الله لنا جميعاً في الآخرة.
لا ندري لماذا هذه المشاكل والمصائب والبدع والفتاوى الجديدة من قبل المسلمين الجدد التي حصلت بالمسلمين وخاصة العرب من مشاحنات ومنكافات واختلافات يثيرونها المتشدون في الاسلام الشيعة واخوان المسلمين والزيود والسلفيين ومن في حكمهم مع أن الدين الاسلامي يسر وليس عسر جاء بعقيدة للمسلمين وجاء بنظام حياة يستوعب كل البشر وكل الأديان وكل الأعراف والألوان بشرط الخضوع السلمي للنظام العام ويجب توفير العدل لجميع الفئات والأفراد ولو اتبعوا ديناً آخر, فالمسلمون يحملون رسالة لكل عوالم الأرض لتعيش معاً بسلام وأمن وحرية ورفاة واحترام متبادل ولكن للأسف أنتظر ما يجري في البلاد العربية والاسلامية ونحن لدينا "الحوثي" وجماعات القاعدة والسفليين وغيرهم حروب متواصلة في أكثر من مكان كل أسبابها فتاوى الدين الخاطئة من قبل البعض, جعل الانسان المسلم في ذهول مما يجري ويقال الآن ولاندري لماذا لايستوعب السنة والشيعة والإخوان المسلمين والسلفيون وغيرهم بعضهم بعضاً في هذا الإطار الواسع الرحب.
وأتساءل: ألا يدري هؤلاء أن العالم الاسلامي تعرض لغزو خارجي منذ قرنين من الزمن على الصعيد السياسي والعسكري والأمني والاقتصادي والثقافي, وهو يستهدف جميع المسلمين وجميع سكان العالم الإسلامي من سنة وشيعة وعرب وأكراد وتركمان وأفارقة وغير المسلمين كذلك ممن انصهروا في حضارة أوطانهم وثقافتها؟!ّ إن نبش نقاط الخلاف العقائدي والفكري بين الطوائف والمذاهب واستمرار السجال بشأنها بدلاً من التركيز على نقاط اللقاء والوحدة الاسلامية يكاد يكون مؤامرة لها ما وراءها لذلك نطالب الجميع وخاصة علماء الدين الاسلامي وكل من يعنيه ذلك التوقف فوراً وبدون تلكؤ عن الوقوف ضد السلطة نحن نعرف أن الحساسية الحالية بين تلك المذاهب والطوائف سببها التوظيف السياسي للدين وخاصة ما يحدث الآن في العراق وغيرها من الدول العربية, وهو توظيف هدفه أولاً وأخيراً الوصول إلى المصالح السياسية والاقتصادية للدولة وهي حقيقة لم تعد سراً كما لم تعد بالنسبة للقادة الايرانيين تهمة يتحرجون منها أو يخجلون من تلقيها ونطالب بتوقف امتداد الدور الشيعي في المنطقة لأنه ليس في صالح الأمة العربية بأي حال من الأحوال - فكل ما يدور الآن في بلادنا وبعض البلدان العربية سببه طوائف دينية ترتهن للخارج.
نحث اخواتنا ونحن نقول إن الدين لله والوطن للجميع وان الدين يسر وليس عسر- لا كهانة ولا مشائخ ولا هناك أوصياء على الدين الاسلامي, فهذا الدين العظيم جاء على احترام العقل الانساني يحتكم إليه المسلم, إن أصاب فله اجران وإن أخطاء فله أجر, فلا وصاية من مسلم على أخر بالتفكير أو الغفران, ولا فرض لخرافات وبدع تسيء إلى الاسلام من المحسوبين شكلاً على الاسلام فلماذا لايبحث هؤلاء عن وسيلة أخرى حلال لأكل العيش.
أحمد عبدربه علوي
الخلافات والتوترات بين الشيعة والسنة لاتخدم الاسلام 1646