Alsawrqi@hotmail.co.uk
المملكة المتحدة
حين يكون الحوار مفهوماً إنسانياً ومشروعاً وطنياً, يكون الحضور ممثلاً للطيف الوطني بكل شرائحه الاجتماعية
وقواه السياسية والمدنية ويكون الفعل وسيلة حضارية محققاً لغاية وطنية تلبي متطلبات المواطن وأهداف الوطن
وأن يحضر بـلال مؤذناً في مؤتمر الحوار الوطني بصوت الحرية.. هنا تكمن مفاهيم الحرية وقدسية الروح الوطنية وتغيب تلك المفاهيم المطاطية التي تنم عن الفئوية بمسميات ومفاهيم سوقية وسلوك اجتماعي غير حضاري.. فبعد اليوم لا قبول لثقافة التعالي ممثلة بالجهوية الكرتونية والتي تحاول عبثاً ممارسة التمييز بين مكونات المجتمع بنظرة قاصرة ورؤية طبقية نكرة, فذا علان من الناس لا يتساوى في الحق والواجب مع نشوان من البشر, لأنه خُلق بفطرة ربانية ببشرة سوداء وأنف واسع وشعر مجعد وقلب أبيض كالوطن, ونعمان من فئة المهمشين وزعطان من فئة المبجلين.. كل هذه الأعراف الجاهلية لن يكن لها بعد اليوم مكان تأوي إليه من الحقيقة ولا عاصم لها من مفهوم المواطنة المتساوية والحرية, قال تعالى" إن أكرم عند الله أتقاكم .." الآية.. وإن أشرفكم عند الوطن من لم تتلوث يداه بالفساد وسرقة أموال الشعب والمتاجرة بحقوق المواطنين في سوف الهبر.
فمــرحى بــلال.. نعمان قايد الحذيفي ممثلاً لشريحة الكادحين في وطني من ذوي البشرة السوداء ومؤذناً في مؤتمر الحوار الوطني!!.. مـرحى بك يا صديقي بلال اليمن وصوت الحرية التي لاتقف إلا عند حدود الثوابت الوطنية والقيم الإنسانية.. إنها لمفارقة عجيبة في وطني أن يكون من يحمل بيده المكنسة لينظف شوارع المدن من مخلفات المتخلفين يُطلق عليه مهمش بلهجة التعالي المزكمة للأنوف, بل ويحمل في اليد الأخرى قلماً يرسم به لوحة جميلة في هــام الوطن حل مكانه في الوظيفة العامــة الورم..
حقـاً أنتم المهمشون يا من سلبتم الوطن كرامته وتاجرتم بسيادته وقراره السياسي في أسواق النفط وملاهــي الحقائب الدبلوليلية, فتبت أياديكم وأكرم بالسواعد السمراء.. صدقت أيها اليماني الأسمر صديقــي بلال, إن الفوضى الخلاقة تنتج التخلف وتستهلك العنصرية, إن الاستبداد غباء يمارسه فاقدو الحس الوطني وتصدره الأنظمة الأسرية والقبلية كي تحافظ على مصالحها على حساب المصالح العامة..
ها قد اسمعتهم يا صديقي بــلال من على منبر الحوار, مخاطباً إياهم بأن العنصرية مرض والتمييز ثقافة عفى عليها الزمن وأن تسول الأحزاب السلطوية لأصوات الكادحين من أبناء الشعب في مواسم بيع الكراسي وحصد المناصب لن يجدي حزباً بعد اليوم, فمن مارس ضدك الإقصاء بالأمس لن يكون جديراً بصوتك في الغد لصنع مستقبل اليمن وتحقيق تطلعات المواطنين في الأمن والاستقرار والتنمية وتفعيل ثقافة قانونية تجسد روح المساواة.. فيجب على الجميع أن يكونوا على قدر كبير من الاستيعاب لعملية التغيير ومضامينه الوطنية الثورية والتعامل مع الواقع على أساس الاستيعاب للجميع.
وكأني بك يا صديقــي بلال ومؤذن مؤتمر الحوار تقول للجميع: ها نحن هنـا نحمل هم الوطن معاً, فلا ذاك يعلو وذا يقتات حرماناً, ولا سعيد شيخ ووزير وابن أمير ومسعود يدلي بالصوت ويحمل صورة الزعيم.. فلقد استنتجتُ يا صديقي وأخي بلال من وقفتك على المنبر شموخ الإنسان الذي لا يخاف في قول الحق لومة لائم وفي خطابك إشارة تقول للجميع لسنا هنا بحاجة لثورة كتلك التي قام بها فكراً مارتن لوثر كنج, بل نحن نجسد نضال سلمي نستلهم فيه نضال نلسن ماندلا.. ولنا في رسول الله قدوة حسنة كمجتمع يمني عربي مسلم, التقوى فيه ميزان بين الناس والحوار مسار على طريق المساوات وبناء الوطن..
وعند هذه الحقيقة يا صديقــي بلال.. يُكـرم نعمان الحذيفي أو يهان من لا يؤمن بالحوار وحرية الرأي والمواطنة المتساوية, كفـى عبثاً بالألقاب الحجرية ولهثـاً بالمسميات الجهوية وتمترساً خلف المزايدات باحتكار الوصفات الوطنية..
وهنا نقف جميعاً بروح المسؤولية لنستمع للوطن وهو يطرح علينا من على منصة الحوار ومنبر العمل همومه وجراحاته ويرسم لنا تطلعات أبناءه للمستقبل وحاجته الملحة للتغيير كضرورة حتمية لحل المشكلات التي تعيق تقدمه وتقف حائلاً دون انطلاقه نحو التقدم ومواكبة المتغيرات العالمية في كل المجالات وهذا لن يتحقق إلا بتغليب المصالح العامة لليمن وقراءة تلك المعوقات بحس وطني ورصانة فكرية في المعالجة حسب الأولية ومن حيث الأهمية.. وهنا فقط سيدون التاريخ هذا المحطة الحوارية على صفحاته البيضاء للمشاركين في الحوار إن هم غلبوا مصلحة الوطن, مالم فهناك صفحات سوداء ولعنات الشعب والتأريخ ستلاحق كل من أتى للتمحور وتمرير أجندة خاصة تضر بمستقبل اليمن وتهدد مصالحه العامة في الحرية والبناء والحداثة على أساس الوطن الواحد الذي لا تنفك عُراه الاجتماعية ولا تخرق سفينه الوحدوي الحضاري..
فلتكن يا صديقي بلال مؤذنا قادراً على إيصال الرسالة الوطنية.. فالوطن يقول لك أرحنا بها يا بلال وجمعاً تقام صلاة الحوار الوطني في محراب اليمن وليكن السلام الحكمة والإيمان.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
بلال في مؤتمر الحوار 1785