إن طبائع الناس وعاداتهم وتقاليدهم ومواقفهم الوطنية تختلف من شخص إلى آخر, فثمة رجال وأيادِ نظيفة غير ملوثة بالقتل والظلم تعمل حول الرئيس بكل تفانِ وإخلاص بعيداً عن شاشات الإعلام المختلفة من أجل الخروج إلى بر الأمان بهذا الوطن الذي تتوالى فيه التحديات من بعض جهات أخرى تعمل لقوى خارجية لا تريد الأمن والاستقرار لبلادنا.. فالجميع بحاجة إلى سماع صوت العقل والعقلاء وليس إلى الأصوات النشاز وأصوات الرصاص في جنوب الوطن وشماله.. فمنذ أن رحل النظام السابق والشارع ما يزال غليانه لن يتوقف والثورة الشبابية السلمية مستمرة حتى اللحظة ولم نرَ تغييراً جذرياً يلمسه المواطنين في الكثير من المواقع الحكومية وانفلات الأمن وعدم سرعة الهيكلة أيضاً له تأثير كبير على الساحة الوطنية.. فكم من الحناجر تذوقت مرارة الفساد والظلم؟ وكم قلوباً اكتوت بنار القتلة الفارّين من وجه العدالة بعد مجازر دموية ارتكبت بحق أبناء هذا الوطن؟ وكم عيوناً فاضت دموعها من قساوة الواقع الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟.
إنه الزمن الذي لم يتغير طعمه ولكنه تغير عند الناس في التعامل والطبائع مع الآخرين!!, فهناك رجالٌ صدقوا مع الله والوطن وساندوا سيادة الرئيس عند الشدائد في المرحلة العصيبة لمواجهة التحدي المدروس, فجعلوا الوطنية منبراً شامخاً يقفون عليها صامدين وتركوا المماحكات والمزايدات الحزبية والسياسية تسير بحالها إلى ما لا نهاية، عملوا على إزاحة بعض الأشواك الحادّة من أمام الأقدام التي توجهت إلى مؤتمر الحوار الوطني.. وليقل الجميع لهؤلاء الشرفاء أنتم من تستحقون ثقة الشعب بكم وأنتم صمام أمان هذه الأرض الطيبة.
هناك من يقف حجرة عثرة أمام السير قدماً نحو بناء التغيير ولكن هذه الأحجار ستزول قريباً عندما تتظافر الجهود لبناء وطن يخلو من التمرد والشتات.. فالأمل في الله كبير ثم في الصادقين العقلاء الذي ساهموا وما يزالون يساهمون بكل الطُرق والوسائل الممكنة لوضع حلول عاجلة للتطبيق العملي بالحوار للخروج إلى بر الأمان في وطن عظيم وشامخ يتسع للجميع.
خليف بجاش الخليدي
نحو وطن يتسع للجميع 1733