(1)
الشباب هم عماد الأمة، ومصدر عزتها ومكانتها وقوتها ومستقبلها وازدهارها.. وهم صانعو مجدها، وأغلى رأس مالها، وهم العمود الأساس، والدينامو المحرك للأمة التي تطمح أن تصنع لها حاضراً زاهراً، ومستقبلاً مشرقاً..
والحاصل أن اليمن تمتلك كوكبة كبيرة من الشباب المتعلم والواعي والثائر والحر والمستقل .. والذين فجروا الشرارة الأولى للثورة الشبابية السلمية مطلع العام 2011 ..وقدموا التضحيات تلو التضحيات.. ولم يحظوا بالاهتمام الكافي من قبل الساسة والأحزاب.. من حيث عدم تمثيلهم في مؤتمر الحوار الوطني تمثيلاً حقيقياً يليق بتضحياتهم الجسيمة التي قدموها للوطن طيلة الفترة الماضية ..خصوصاً الشباب المستقلون .. وهم شريحة كبيرة وفئة مهمة في المجتمع ..
(2)
لقد قدم الشباب تضحيات كبيرة.. وواجهوا الرصاص بصدورهم العارية في الوقت الذي كان يسكن فيه رجال القبائل وقادة الأحزاب في الفلل والفنادق الراقية .. واليوم يتربعون على كراسي السلطة، وعلى كراسي مؤتمر الحوار الوطني, بينما شباب الثورة الفاعلون والمؤثرون لم يتم تمثيلهم التمثيل المناسب واللائق على الأقل ..حيث أتوا بشباب من خارج الساحات، وشخصيات حرضت على قتل الثوار، وهدرت دمائهم..
(3)
إنني لاستغرب كيف يمكن لأشخاص بلغوا من السن عتيا..وصار بعضهم لا يعرف كوعه من بوعه .. أو أمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة..ومتخلفاً لا يعلم شيئاً عن تكنولوجيا المعلومات ولغات العصر.. كيف لمثل هؤلاء أن يصنعوا لنا مستقبلاً مشرقاً وهم يجهلون حاضرهم, بل ويساهمون في تعكيره وتدميره والقضاء عليه..!
(4)
لقد اختلط الحابل بالنابل وحصل ما لم نكن نتوقعه ونعمل حسابه.. وتم تهميش الشباب الفاعلين والمؤثرين وإقصاء رجال الفكر والعلماء والنقاد والصحفيين والإعلاميين من المشاركة في الحوار.. فيما فتح الباب بمصراعيه أمام رجال القبيلة وقتلة الشباب والمتخلفين للمشاركة الواسعة في عملية الحوار.. فبالله عليكم كيف تم تغّيب رجل بحجم الدكتور" عبد العزيز المقالح"؟! وعقلية حواراتية بحجم الدكتور/ عبد الملك منصور؟! وهامة ثقافية وأدبية كالأستاذ / خالد الرويشان؟ ومرجعية دينية بحجم الشيخ " عبد المجيد الزنداني"؟!.
(5)
لقد كان الأحرى بمن نصّبوا أنفسهم أوصايا على هذا الشعب أن يختاروا أصحاب الكفاءات والخبرات والقدرات, لا أصحاب الوساطة والقرابة والمحسوبيات.. فالأمر يتعلق بمستقبل كل الوطن لا مستقبل طائفة بعينها أو قبيلة بذاتها..
 عموماً نسأل الله السلامة لنا ولوطننا .. والتوفيق والهداية لشبابنا وشاباتنا ..فهم من يعول عليهم تحمل المسئولية الوطنية وبناء المستقبل المنشود بإذن الله.