كنت في إحدى المستشفيات مرافقاً لاحد المرضى سمعت جلبة صوت مرتفع سألت ما الأمر ؟ فقيل لي أن هناك فتاة توفيت تساءلت في نفسي ما سبب الوفاة وبدأت أبحث في الأمر وأتضح لي أن تلك الفتاة ذهبت إلى أحد القراء ليقرأ عليها حسب ما أعتقد أهلها أنها تعاني من مس شيطاني، لكن الشيخ لم يقرأ عليها فقط وإنما قام بضربها ضرباً مبرحاً وفي كل أنحاء جسدها حتى أصيبت بنزيف داخلي في رأسها، مما أدى إلى إسعافها لتمكث أسبوعا كاملا في العناية المركزة وبدون جدوى أو ادنى فائدة حتى فاضت روحها الطاهرة ولفظت أنفاسها الأخيرة وهي في ريعان شبابها وعنفوان قوتها, وكم هناك من فتيات ذهبن ضحية على أيدي من يدّعون أنهم يقرأون على الناس ليخرجوا منهم المس الشيطاني وفتحت لذلك مراكز وانتشرت الدعايات والإعلانات في كل مكان ولكن هل كل من يدّعون ذلك هم علماء بحق ويعالجون بالقرآن أم أن البعض أستخدم القرآن لأشياء أخرى ؟ إن أكثر المرضى الذين يذهبون إليهم لم يعانوا من المس الشيطاني كما يعتقدون وإنما هي حالات نفسية وتحتاج إلى علاج نفسي من قبل الأطباء النفسيين وليس من قبل هؤلاء المشعوذين أصحاب الطلاسم والخزعبلات التي ليست من الطب في شيء , وإني أتساءل أي جهة تلك التي تسمح لهم بفتح مراكز بدون أن يتحققوا من ذلك وهل يستحقوا أن يطلق عليهم لقب قُراء (بضم القاف) أم مشعوذين وربما اللقب الأخير هو من يطلق على أكثرهم في هذه الأيام لأن ما يقومون به هو من وسائل التعذيب النفسي الذي في النهاية يلفظ المريض أنفاسه الأخيرة ويخرج منه المس الشيطاني وبدون رجعة, هكذا يقتلون المرضى بدون شفقة ولا رحمة ولا أدنى ضمير يتمتعون به, يدّعون الصلاح والبركة وهي منهم براء, ويدّعون العلم وبينهم وبين العلم كما بين المشرق والمغرب، جهلة لا يعلمون من القرآن إلارسمه ولا من الإسلام إلا اسمه باعوا أنفسهم للشيطان واتبعوا أهوائهم فضلوا وأضلوا, وإني هنا أناشد كل صاحب ضمير حي ونفس أبية ان ينقذوا فتياتنا وفتياننا من براثن هؤلاء السفلة القتلة وكل من كان له أدنى قدرة لمحاربتهم فليحاربهم بشتى الطرق حتى لا يتمكنوا من إيذاء الناس ونشر الطلاسم في أوساط المسلمين, وعلى حكومتنا الرشيدة أن تسعى جادة بإيقافهم بكل الوسائل الممكنة ولا يدعون لهم مجال للضحك على الناس وعلى كل واحد منا أن لا يصدقهم حتى لا يقع في شباكهم ويقع الفأس في الرأس, اللهم عافنا وعافي جميع المسلمين وحصنا وحصنهم.
(alahdal.h@gmail.com)
محمد حمود الاهدل
أراد أن يخرج الجني منها فأخرج روحها 2521