Alsawrqi@hotmail.co.uk
شيفيلد - المملكة المتحدة
يبقى الحوار مشروعاً وطنياً حضارياً وسلوكاً مدنياً راقياً وخياراً وطنياً ديمقراطياً تلتقي على طاولته كل القوى الوطنية الفاعلة في المشهد اليمني وحراكه السياسي وقواه المدنية والإجتماعية وصولاً إلى ترجمة مضامين حوارية تجسد مفاهيم التغيير بكل صوره الحداثية ومنطلقاته الثورية والفكرية والمؤسساتية إطلاقاً ثوابث الثورة اليمنية السبتواكتوبرية والشبابية السلمية بنوعيها الحراكي والشبابي اللتين قدمتا للوطن خيرة رجلاته الأحـــرار ممن قدموا الأروح وحملوا الأنفس على الأكف فداء للوطن وقدسية التغيير.. وما مؤتمر الحوار الوطني إلا نتــاج طبيعي لتلك التضحيات على مختلف مراحلها الزمنية ومشاربها الفكرية وإنتماءاتها السياسية التي تضع اليمن فوق كل الاعتبارات والمصالح الفردية ذات الفكر الأناني والتفكير الانتهازي.
إذاً هو الحوار خيار الجميع للوصول بالوطن إلى بر الأمان وانتزاعه من فوهة التصادم والصراع على الكرسي والذي لا شك كانت نتائجه سلبية على الأمن والاستقرار والتنمية والسلم الاجتماعي وإضعاف القرار السياسي وتخندق بعض القوى في المشاريع الخارجية والطائفية والتجزيئية المتقزمة التي تتعارض مع قيم مجتمعنا اليمني المتعايش عبر مراحل التاريخ بروح وطنية واحدة وقيم عربية إسلامية كان سباقاً لها وعاملاً على نشرها في المجتمع الإقليمي والعربي والشرق أوسطي كإستحقاق وسبق حضاري لأبناء اليمن في التغيير الإيجابي قولاً وعملاً.. إذاً هو الحوار منطلق حضاري للوصول بالسفينة اليمانية إلى بر الدولة المدنية الحديثة والمواطنة المتساوية، فلا فرق
إجتماعي ولا تميز سياسي ولا تمييز إصطلاحي بين عبد ربه منصور هادي كرئيس للدولة وبين نعمان قايد الحذيفي كممثل لشريحة المهمشين والمهندس ابو بكر العطاس كمعارض وطني، حيث المستقبل كفيل بإنهاء كل هذه الصفات الكرتونية، يجب أن تغادر ثقافة التهميش وفكر الفوقية.. هنا على طاولة الحوار يتلقي الدكتور / نعمان مع ابن صعدة وزرنيق تهامة والاستاذ / الناخبي كممثل للحراك والثائر نشوان والمواطن الإنسان والناشطة الحقوقية يتجاذبون الحديث عن هموم الوطن ويضعون نقاط الحلول على المحك.. هذه هي مضامين الحوار وإبجديات التحاور، فالكل على السفينة يلتزم مقعده الوطني وإن لم يكن حاضراً في قاعة مؤتمر الحوار، فالجندي يحاور من ثكنته العسكرية والكاتب يصوب الكلمة من فوهة القلم نحو الحوار مقالاً توعوعياً والإعلامي يجسد إيجابية الحوار عبر الشاشة الفضائية والموقع والصحيفة والمذياع والمفكر والأديب عبر المنتدى والندوة الفكرية والمدرس من خلال طابور الصباح والفلاح بصوت المحراث والشيخ بالمساندة الفعلية والعالمُ بالحكمة والموعظة الوطنية.. وهنا يكون الحوار قد شمل الجميع واكتملت قوائم المشاركين فيه لصنع الغد المشرق للوطن وتأسيس نظامه المدني الحداثي الديمقراطي، فلا بديل عن الحوار ولا مجال متاح لثقافة التمحور والتخندق خلف المشاريع المستهلكة والمستوردة خارجياً.. بالحوار نصنع شمس فجر اليمن الجديد بأيدينا ونصيغ مستقبله برؤية وطنية وبُعد حضاري يليق بناء كيمنيين وبالوطن كمهد للحضارة ومنبر للمواكبة والتغيير على اُسس التفاعل الحضاري والتواصل الثقافي والتبادل المدني بكل تقنياته العصرية.. إذاً فالكل حاضر في قاعة مؤتمر الحوار ويمثل الوطن ويحمل معه في حقيبة الضمير البارز مشروع التنمية والبناء الشامل
وإن انسحب لفظاً الأستاذ / اليدومي عن قاعة المؤتمر هو يحمل هم الوطن وسوف يعمل جاهداً لإنجاح الحوار الوطني من مكانه الوطني وصفته السياسية، وإن تغيب عن القاعة حمورابي اليمن ومُعد الدساتير الإقليمية الشهيد / جار الله عمـــر وفكر المؤتمر الشعبي الفقيد / يحيى المتوكل وإعلامي الثورة الشهيد / جمال أنعم الشرعبي وأدمغة الوطن المهـاجرة، إلا أنهم حاضرون في قاعة مؤتمر الحوار الوطني بأرواحهم الطاهرة وأنفسهم المطمئنة وإلى جوارهم فتاح، اللقية، لبوزة.
ويبقى السؤال هنا: هل سيدرك المتحاورون أن الوطن يمر بمرحلة خطيرة ولحظة فاصلة في تاريخه اليمني المعاصر.. وعليهم تُعقد الآمال بعد الله لإخراجه من هذا النفق المتشعب في منعطفـــات الصراع وبلسمة جراحه التي أثخنت روحه وتراهن عبثاً على تمزيق جسده؟.. ثم هل سيكون الجميع عند مستوى المسؤولية أمام الوطن ومغادرة ثقافة الكراهية والتنابز بالمناصب الكرتونية والعصبية الطائفية إلى فكر التسامح وتقبل الرأي وطي صفحة الماضي الملبدة بكل رواسب التخلف؟..
نعم هذه ثقة المواطن اليمني بكل أطيافه وأمل الوطن أرضاً وإنساناً بالمتحاورين في قاعة المؤتمر الوطني وفي المراكز القيادية والصفات الوطنية الرسمية والاجتماعية.. ويبقى الحوار منطلق ورؤية المستقبل ليمن جديد، فلننتصر لمبادئنا ونبرز ضمائرنا كي يغفر لنا الوطن ما تقدم من تخلف واحتكار واستبداد بالرأي والسلطة.
علي السورقي – شيفيلد المملكة المتحدة
رؤية في الحوار الوطني 1549