جاءت لي فيزا للعمل في الولايات المتحدة الأمريكية وبينما انا اعامل في السفارة بصنعاء حدث خلاف لي مع أحد العاملين, وتطور الأمر إلى استدعائي من قبل السفير الى مكتبه, الذي رحب بي, وقدم بعض العصير وطلب مني شرح الواقعة, وما ان بدأت اشرح له حتى طلب احد العاملين بمكتبه الاذن لمندوب الزعيم لمقابلة السفير الذي اذن له فورا, فدخل المندوب ونقل له تحيات الزعيم, وقال: سيدي شغلونا هؤلاء المشترك بأرواحنا كل ساع وخرجوا مظاهرة للمطالبة بإلغاء الحصانة عن الزعيم, سلمنا لهم السلطة ووقعوا على المبادرة وقانون الحصانة والزعيم هذه الايام محتجب ما عاد يشتوا مننا؟.. فوعده السفير بالتواصل مع قيادات المشترك وطلب التخفيف من المسيرات هذه الايام تمهيداً لعقد مؤتمر الحوار.. فأنصرف، وما هي الا دقائق حتى طلبوا من السفير الاذن لمندوب المشترك بمقابلته, فوافق فوراً, فدخل المندوب والذي قال للسفير: هؤلاء المؤتمر وصحفهم كل ساع وتكلموا على رئيس الحكومة وفساد بعض الوزارات مثل الصفات المشبوهة بوزارة الكهرباء وصرفيات وزير المالية وغيرها, يسعون لعرقلة اداء الحكومة رغم انهم حكموا ثلاثين سنة, نادرا ما كنا نتناول قضايا الفساد هذه.. فوعده السفير بالتواصل مع زعيم المؤتمر للتخفيف على حكومة باسندوة, فانصرف، وماهي الا دقائق حتى طلب الموظف من السفير الاذن لإحدى الاخوات الحقوقيات, فوافق السفير فوراً, فدخلت وقالت: نريد اكمال دعمكم لحقوق المرأة في اليمن, فهناك عادة في بلادنا انه يوم الخميس (عشية الجمعة) ضروري يقع خبر وعلم وبعض الزوجات لا تريد ويتم اكراههن, فطرحت هذا الموضوع عليكم كي يدخل ضمن مواضيع مؤتمر الحوار انتصاراً لحقوق المرأة.. فوافق السفير وانصرفت, وماهي الا دقائق حتى تم طلب الاذن لممثل الحوثي, فوافق السفير فوراً وعندما دخل وقال: يا سيادة السفير معانا هذه السفينة المقرشة في ميناء الحديدة وتشتي وزارة الدفاع تفتشها وانت عارف بينها شوية بنادق للمزارعين لغرض حراسة مزارعهم من السرق, وانت عارف ان الشعار الذي نرفعه صوري مجرد شعار ونخدمكم كثيراً في المنطقة وباسمنا تمارسون كثيراً من ابتزاز الجارة المملكة العربية لتخويفهم وترويعهم منا ومن انصارنا.. فوافق السفير على طلبه ووعده بان يتواصل مع وزير الدفاع بعدم تفتيش السفينة اياها..
تمت مقابلة هؤلاء جميعهم وأنا مرزوع داخل المكتب وكأن الرجل أراد أن يوصلي رسالة معينة, لكن الغريب في الامر ان في بعض القضايا كان يدخل السفير الى غرفة مجاورة يوجد فيها رجل اخر يلبس كوفية, ربما كان يستشيره, لا اعرف.. ربما..
وفجأة خرج السفير الى الغرفة المجاورة ولم يعد واختفى الموظفون في مكتبة وبعدها سمعت من يطرق باب المكتب بشدة, مما اضطرني للقيام وفتح الباب واذا به والدي حفظه الله يقول لي: يا ابني قم حان وقت صلاة الفجر, اكثر من مرة وانا اقول لك بطل القات والسهر دون فائدة.. لاكتشف ان ما سبق كان حلماً وليس حقيقة, فحمدت الله وشكرته انه كان حلماً وان الوطن لا يزال بخير يتمتع بحريته واستقلاله.
عبد الوارث النجري
خيط بعد إبرة 1518