توقيت ذكي وفي منتهى الحساسية عندما يحدد موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني في يوم 18 مارس الذكرى الثانية لمجزرة جمعة الكرامة التي ارتكبت في نفس اليوم من العام2011في ساحة التغيير بصنعاء وتعد بمثابة رسالة قوية الى الثوار او المشاركين في الثورة الشبابية الشعبية والمهرولين الى الصالة الرياضية المغلقة للمشاركة في الحوار كما هرولوا من قبل الى الرياض للتوقيع على المبادرة الخليجية التي تجاهلت دماء الشهداء واحلامهم وجعلت من ثورتهم السلمية ازمة سياسية بين السلطة والمعارضة في اليمن, ليتم فرض هذه المبادرة وبالقوة على العامة والبسطاء من ابناء الوطن, دون ان يتم الاستفتاء عليها واخذ رأيهم فيها, وترفض المبادرة نفسها ممن يمتلكون القوة وعجز النظام السابق على ردعهم مثل الحوثيون والحراك المسلح في المحافظات الجنوبية, وعندما تجد تلك الجماعات المسلحة (الحوثي والحراك ) هم اول من يتم دعوتهم للحوار والمشاركة فيه والتودد اليهم رغم جرائمهم المناطقية والمذهبية التي ارتكبوها ,ونتجاهل المضطهدين من عامة المواطنين الذين هم بالفعل اصحاب قضية ومسالمون لا حول لهم ولا قوة؛ مثل المهمشين والعلماء وغيرهم كثير.. وبمجرد اعلان تشكيل حكومة الوفاق برئاسة المدعو باسندوه وتقسيم الغنائم والاعتمادات والسيارات والمناصب حتى هرولت احزابنا كالعادة للفيد والمحاصصة, ليس هذا فحسب, بل وجرف الساحات واقتلاع الخيام والدوس على دماء العشرات من الشهداء الذين ازهقت ارواحهم وسالت دماؤهم داخل تلك الساحات وفي مقدمتهم شهداء جمعة الكرامة, ولان الوضع كان استثنائياً فقد استغلت حكومة المؤتمر السابقة تلك الاحداث ابشع استغلال ونهبت الوزارات والاعتمادات خلال عام واحد بحجم ما تم نهبه خلال السنوات الماضية من عمر الوحدة، الامر الذي ادخل فكرة الفيد الى هاجس حكومة الوفاق وشجع على ان يسيل لعاب اعضائها ليستمر مسلسل النهب في جميع مرافق الدولة ومختلف محافظات الجمهورية ولسان حال الكل يقول" لا خير ما دام هنالك توافق وفترة انتقالية ومرحلة تسوية" والخارج يتفرج علينا عن قرب ساخراً ويمدنا بكافة وسائل الدمار الشامل اجتماعياً واخلاقياً واقتصادياً, غير مبال ما دام الشعب يريد والنخبة في صراع على الكراسي, ليس كرسي الرئاسة فحسب, بل وكراسي الحكومة والمحافظين وحتى كراسي مؤتمر الحوار ما دام المخصص المالي للفرد مهولاً جداً..
فبالله عليكم اين يقع الوطن ومصلحته العلياء في قاموس هؤلاء الذين كانوا سبب ما وصلنا اليه اليوم وما قد نلاقيه في المستقبل؟.. وحتى نكون واضحين اكثر علينا البحث في حصص مقاعد مؤتمر الحوار التي وزعت لــــــ (المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه والحوثيين والحراكيين ), أليست مسرحية هزلية لنفس المشاركين في الادوار منذ سبعينيات القرن الماضي ولنفس المخرج العجوز؟.. حقيقة لا نزال شعب (احمد يا جناه) حتى نتحرر من قطرانه!!.
عبد الوارث النجري
الحوار في زمن الفاسدين 1455