ANOMANLAWYYER1@GMAIL.COM
في هذا اليوم التاريخي العظيم 18/ مارس/ 2013م يصنع اليمنيون مجدهم ويخلدون تاريخهم, حيث تحتضن العاصمة صنعاء أول جلسة يفتتحها مؤتمر الحوار الوطني بحضور محلي وعربي وإقليمي ودولي, يلتقي الفرقاء السياسيون هذا اليوم من جميع الأطياف والمنضمات الجماهيرية والأحزاب والشباب وغيرهم, فيجلسون سوياً ليثبتوا للعالم اجمع أنهم قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم عن طريق الحوار البناء المفيد الذي لا جدال فيه ولا مراء ولا أنانية ولا مصلحة شخصية, واضعين مصلحة اليمن فوق كل اعتبار, مستخدمين لغة سلسة قوية هي لغة المحاورة وبأسلوب أمثل لإقناع الآخر بالرأي السديد البناء حول الفكرة المطروحة على الطاولة.. وذلك يتطلب من الجميع وضوحاً في الألفاظ وترتيباً جميلاً للأفكار وتسلسلاً للمقدمات وصولاً إلى نتائج ايجابية مرجوة.. وفي هذه الحالة فان المتحاورين اليوم بحاجة ماسة إلى ضرورة استخدام أجمل الكلمات المعدة إعداداً دقيقاً للتعبير عن الفكرة المطروحة محل النقاش وبيان الحقيقة حولها, كما أن من الضرورة اصطفاء أفضل الألفاظ وأكثرها وقعاً في النفس وتأثيراً في الإقناع, كما أن على المحاور أن لا ينطلق اليوم من الوجهة الضيقة التي ربما قد يكون موجهاَ بها من قبل حزبه أو من يمثله بقصد وئد الحوار وإرباكه وإخراجه عن هدفه ومساره.. فالمتحاورون اليوم بحاجة إلى استخدام لغة واضحة كي تصل بمؤتمرهم إلى بر الأمان والى حل المشاكل وحصول الاطمئنان, لان الكلام المثمر يخدم الحقيقة دون لبس أو غموض, لاسيما وان العلماء قد أوصوا بان لا ينطق الإنسان إلا بما يثمر ويفيد في المحاورة مع الآخرين وإلا فالصمت أجمل من الكلام الذي لا ثمرة فيه.. ونوصي المتحاورين باتباع هذه الحِكَمِ والأخذ بها (من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حيائه ومن قل حيائه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه), وقيل:( صد اللسان إلا من أربعة مواطن: في الحق توضحه وفي الباطل تدحضه وفي النعمة تشكرها وفي الحكمة تظهرها).
أحمد محمد نعمان
اليَوْم حِوْارٌ وانْتِصَار 1460