أصبح اليمنيون في حيرة وقلق من تزايد الإحباط جراء تكرار إعلانها عبر وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقروءة والمسموعة, فكل ما انقطعت الكهرباء أو بمعنى قيام جماعة معينة بضرب أبراج خطوط الكهرباء وتفجير أنابيب النفط, فنقرأ في الصحف والشريط الإخباري عبر التلفزيون عن خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة وأحياناً نقرأ دخلت المحطة الخدمة..
لكن هذه الاسطوانة أصبحت شبه معتادة والذي يدفع ثمنها المواطن البسيط وما يزيدنا إحباطاً هو انطفاءها على بعض المحافظات الساحلية ومنها عدن والحديدة وغيرها, رغم أننا مع بداية دخول الصيف والحرارة تكون مرتفعة في هذه المحافظات, حيث يكتوي سكانها بشدة الحرارة التي تصيب حياة المواطنين بالشلل نتيجة انقطاع الكهرباء أو خروجها عن الخدمة وتكاد المعاناة لا تنتهي نتيجة الاستمرار في ضرب هذه المحطة المسكينة وأصبح على المواطن أن يتجرع أيام في ظلام دامس والمواطنون الذين يتجرعون المر بين الحين والآخر شاهدةٌ على ذلك الفعل الآثم والذين يدفعون الثمن هم الأطفال الرضع ( الخدج ) الذين يرقدون في حضانات المستشفيات وكذلك مرضى الفشل الكلوي وكبار السن وحتى جثث الموتى في ثلاجة المستشفيات لم تسلم من هذه الأعمال الغير إنسانية..
كما أن المواطن يدفع الثمن بانقطاع الكهرباء وانطفائها بشكل مفاجئ ومتواصل ثمناً كبيراً في تلف بعض الأجهزة المنزلية وخصوصاً إذا كانت مما يباع هذه الأيام في السوق من مواد منزلية رديئة الصنع..
وفي ظل تلك الفوضى والانفلات الأمني والتهاون مع هذه الجماعة المخربة, حيث تعد هذه الأعمال الغير أخلاقية في الاعتداء المتواصل على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط, بما يعني أنه يتطلب من الدولة والحكومة حزم رادع لمثل هذه الممارسات وتكثف الحملات الأمنية والقبض عليهم ومحاكمتهم حتى يشعر المواطن أن هناك أجهزة أمنية قوية صارمة لمن تسول له نفسه العبث بالمنشآت الحيوية والمال العام ويجب أن تكون هناك حماية أمنية في هذه المناطق التي يزداد فيها الاعتداء على خطوط الكهرباء وأنابيب النفط.
وما نأمله من حكومة الوفاق هو الاهتمام بما يعانيه المواطنون وأبناء اليمن من الحرمان يكاد يكون شبه متواصل في نور الكهرباء, حيث عليها أن تهتم بهذه المنشأة الحيوية التي أصبحت من الضروريات لحياة الإنسان..
وما نطلبه أيضاً من أبناء مأرب شيوخاً وشباباً ومثقفين وقيادات هو إدانتهم لهذه الأعمال التي أصبحت شبه متواصلة وتجعل الناس يغيرون نظرتهم تجاه أبناء مأرب التاريخ والأصالة والحضارة, ففيها حضارة سبأ التي لن ينسى اليمنيون دورهم في بناء حضارة اليمن..
وهل هناك أمل أن يعقد مؤتمر الحوار الوطني خصوصاً ونحن على ساعات قلائل لانعقاده في 18مارس الجاري وهذا هو التاريخ الذي سيبدأ فيه اليمنيون معالجة الكثير من القضايا الوطنية ورسم معالم الدولة المدنية الحديثة والديمقراطية على أسس ومبادئ المساواة والعدالة الاجتماعية حيث إن الحوار يشكل المنطلق الوطني الأمثل للخروج من الأزمة التي يمر بها الوطن ويرى المراقبون إن فترة مؤتمر الحوار الوطني ستكون الفرصة الوحيدة التي ستؤمن وتضمن إجراء حوار وطني هادئ بتهيئة الظروف الأمنية خاصة محطة مأرب الغازية وأنابيب من قبل المخربين التي تكبد الدولة خسائر فادحة في الجانب الاقتصادي.. ويجب أن نقدم شكرنا لرئيس الجمهورية المشير / عبد ربه منصور هادي لما يبذله من جهد دءوب في التهيئة وإقناعه لكثير من الأطراف بالمشاركة في الحوار الوطني وإيجاد أرضية صلبة بما يضمن نجاح الحوار وإعادة ترتيب أوضاع البيت اليمني وتوحيد الجهود لإنجاح المرحلة الانتقالية كل هذا مرتبط بنجاح الحوار وكلنا أمل أن يستمر الحوار الوطني خلال فترته المحددة وتتوقف الاسطوانة "خرجت محطة مأرب الغازية عن الخدمة ، دخلت محطة مأرب الخدمة".
وفق الله الجميع في العمل لما فيه مصلحة اليمن الحبيب.
رئيس منتدى الوحدة الثقافي بإب
محمد حمود الخولاني
محطة مأرب.. خرجت عن الخدمة دخلت الخدمة 1691