إن نهضة اليمن واستقراره وريادته الحضارية هدف ينشده كل يمني غيور.. في تصوري العمل الموصل إلى ذلك لا يمكن أن تقوم به جهة معينة فحسب، بل الأمر يتطلب إلى شعور صادق من الجميع, من أدنى فرد في المجتمع إلى أعلى فرد فيه, بالانتماء لهذا الوطن.. هذا الشعور الذي نقصده وندعو إليه لابد أن يترجم من خلال مبادرات ذاتية وأخرى تعاونية في أكثر من مجال، لما من شأنه خلق مجتمع أكثر وعياً ونمواً، وهكذا حتى تتحول جهوداً كهذه إلى ثقافة سلوكية في حياة كل عضو فيه، باعتبار عملية الإصلاح والبناء عملية مستمرة باستمراريتنا كبشر على وجه هذه البسيطة، والأمر يتطلب مناـ تعبداً لله- بذل قصارى جهدنا في إعمار الأرض وتشييدها بكل نافع ومفيد، وهو ما يعني حينئذ قيامنا بمسؤولية استخلاف الله لنا في أرضه على أحسن حال..
هذا ما يمكن إدراكه, إضافة إلى نقطة الانطلاق الحقيقية التي يجب أن تكون في اعتبار كل المنبرين للجهود الإصلاحية وهي:
الإدراك الواعي لما أفرزته الثورة الشبابية الشعبية السلمية, أو ما يحلو للبعض أن يسميها به, من معطيات، تقتضي قراءتها بمسؤولية, فتنعكس على مشاريعنا العملية بالإيجاب لا السلب، هذا إلى جانب الإعلاء من شأن الشراكة الحقيقية بين أفراد الشعب ومكوناته، فلا طائفية أو عنصرية، أو.. بل الجميع كيمنيين سواسية في نيل الحقوق وفي مقدمة ذلك حق الرأي وأحقية صاحبه في التعبير عنه مادام وفق معايير سوية، وفي حدود الثوابت الوطنية.. لا مجال للإقصاء والإلغاء بعد اليوم، فعلى الجميع يكون دور البناء والإصلاح، ومن الطبيعي أن تختلف وجهات النظر وتتباين في شيء ما ولكن ليس على حساب وطن أرضاً وانساناً.
وباختصار شديد: مؤتمر الحوار الوطني القادم إشراقة أمل نرجو الله تعالى أن تكلل بالتوفيق والنجاح، فتلبي مخرجاته تطلعات شعبنا العظيم وآماله، كل ما نأمله هو التفاعل معه بإيجابية, باعتبار الحوار والحوار وحده يكون العبور إلى مستقبل أكثر رخاء وعدلاً.
محمد أمين عز الدين
نحو صحوة راشدة لأجل اليمن 1566