هي الجمعة.. يوم الثورة.. وهي الآن اليوم الأول من الزمن والتاريخ الجديد.. سقط الطفل وأيضاً الطبيب وكذلك المهندس والأستاذ وأيضاً الإعلامي والعامل.. الفاتحين شهداء من أجل اليمن من وهبوا أرواحهم ودماءهم رخيصة لأجل تراب هذا الوطن.. إنهم عظماء خرجوا يبحثون عن وطن مسلوب كرامته كسروا الحصار المفروض على شعبنا الثائر.. قناديل، غادروا الدنيا بـ" رصاص الحقد الأعمى" كما قال الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح، رغم ثقتها أن الشهداء لا يموتون، بل يَمِيتون القتلة.
الذكرى الثانية لمجزرة جمعة الكرامة، محطة هامة لليمنيين، للوقوف أمام تضحيات حقيقية، وذكرى لشهداء يأملون من الأحياء ألا يخذلونهم، بل يواصلون ما بدأوه من حلم.. وهب الشهداء، هذا البلد الدم الغالي، ويتوجب علينا ان نهبهم كل ما لدينا، ونعمل على الاقتصاص من قتلتهم.
يحل المصاب وتبقى ذكريات الأحباب، أما الشهداء فقد يمموا وجوههم صوب ما يريدون، تاركين خلفهم أسراً صابرة قوية، وثورة فتية عصية تنال من الطغاة ولا تنام حتى تحقق أهدافها وتبلغ بالشعب المنى والمنال.
ومن الموافقات الجميلة والرائعة أن يكون يوم 18/مارس/2013م انطلاقة جديدة بدأت في تاريخ اليمن وهو اللقاء المبارك الذي يضم كل فئات الشعب في كل محافظات اليمن, نأمل أن يكون هذا الحوار بداية خير ونهاية لمرحلة الظلم والاستبداد وأن يُنصف المظلوم وأن تجري المحاكمات العادلة وتعود الحقوق إلى أهلها في كل محافظات الجمهورية تعود الأرض المنهوبة إلى أصحابها وتعاد الحقوق إلى أهلها, فاليمنيون في الداخل والخارج يتطلعون ويؤملون بالحوار ويتفاءلون بالحكمة التي وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بها اليمنيين وأنها المخرج لهذه المرحلة من تاريخ شعبنا.. علينا أن نرفع أكف الضّراعة إلى الله بالابتهال إليه بنجاح الحوار وطي صفحة الماضي الأسود وبداية صفحة جديدة يسودها الوئام والمحبة والسلام والعدل والإنصاف والوحدة والألفة والأخوة والتصالح والتسامح والتعايش السلمي, قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )[الحجرات : 10].
عبدالله كرش
النصر يُنبتُ حيث يرويه الدم 1670