الثامن عشر من مارس 2011م ذكرى جمعة الكرامة ذلك اليوم المشهود يوم سقوط أكثر من 50 شهيداً على أيدي نظام صالح وبلاطجته, ذلك اليوم الذي ارتفعت فيه أرواح أولئك الشباب الطاهرة الزكية الذين خرجوا بسلميتهم رافعين الورود... ضد الظلم والاستبداد, ضد الحكم العائلي الأسري الاستبدادي البغيض .. واجهو الدبابات والمدافع والاربيجي والقناصة وكل أنواع الأسلحة الثقيلة بسلميتهم بصدورهم العارية, حملوا أكفانهم, رفعوا أيديهم النصر أو الشهادة, رددوا كثيرا سلمية حتى النصر .. سقط منهم الشهيد تلو الشهيد.. فكان لهم النصر بإذن الله... تحية إجلال وإكبار لكم يا من ضحيتم بأرواحكم ودماكم الطاهرة الزكية من اجل أن يعيش شعبكم بحرية وعزة وكرامة يا من أعدتم لنا الأمل والثقة بأنفسنا بعد أن نهبت حقوقنا وسلبت كرامتنا, يا من زرعتم البسمة في شفاه شعبكم بعد أن كان قد فقدها .... إليك أيها الشهيد إليكن أيها الشهيدات...لن تضيع دماؤكم هدراً ستظل دماؤكم التي سيلت وأرواحكم التي أزهقت لنا مصابيح تنير طريقنا وتحلق بنا نحو عالم الحرية والعز والكرامة.. سيخلدكم التاريخ, سيكتب تاريخكم بأنصع وأروع عباراته.. رحمة الله تغشاكم ...في جنة الخلد إن شاء الله.. وعهد منا أن نسير على دربكم, عهد منا أن نمضي على نفس الطريق التي شقيتموها .... عهد منا أن نبقى لكم أوفياء .....لن تضيع دماؤكم هدراً ما حيينا.. ولن نفي بحقكم مهما بذلنا.. دماؤكم وأرواحكم اجتثت واقتلعت الظالم من جذوره.. فتحت الطريق ورسمت ملامح مستقبل اليمن المنشود...أعادت وستعيد لكل مظلوم مظلمته ولكل صاحب حق حقه..
في هذه الذكرى العظيمة ذكرى جمعة الكرامة تنطلق فعاليات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في 18 من مارس الحالي الذي سيجمع كل القضايا الوطنية في طاولة واحدة, الكل سيشارك دون إقصاء, سيرسم ملامح اليمن الجديد... سيوحد ويجمع اليمنيين, ستجمعهم طاولة واحدة تحت كلمة واحدة وهدف واحد ...اليمن أولاً..
بالحوار ننجوا وتنجو يمننا من المهالك التي دمرها نظام صالح 33 عاماً, في مؤتمر الحوار الوطني ستمتحن إرادة كل طرف حينما يعرض مشروعه السياسي ويعبر عن قناعاته بمقتضيات قبول الآخر واستعداده للتنازل من أجل المصلحة الوطنية العليا, من أجل نيل شرف الإسهام في بناء اليمن الجديد سلمياً, هذا هو جوهر الحوار الوطني ولابد أن يكون أطرافه على يقين بحتمية بناء جسور الثقة المتبادلة لإنجاح المؤتمر باعتباره المخرج الوحيد لليمن من التمزق والإحتراب.