كان صغيراً يلهو ويلعب ولكنه كان مشاغباً يشتكي من الجار ويتأذى منه أهل الدار، لم تجهد الأم نفسها في البحث عن وسيلة لتأديب هذا الصغير وإخراج الطاقة التي يمتلكها في أمر نافع.. ذات يوم قالت له: أجلس هنا وخزن معي وأعطته بعض عيدان القات وما يلزمه من ماء سفري..
الصغير الذي لم يكن قد تجاوز السابعة من عمره حينها, أخذ الصغير يمضغ العيدان "وركز ركبته" و"طنن" سعدت الأم به كثيراً وقالت "وجدتها".. وظنت أن القات هو الحل الذي سيجعلها ترتاح من شقاوته، لكنها لم تذق طعم الراحة ولم يذقها الصغير.. فقد دمرت مستقبله وجعلت منه أكبر مولعي, نشأ على القات ولم يعد يشغل تفكيره سوى القات.
وأخرى حدثتني قائله: أشقي على نفسي من بيت إلى بيت, قلت لها أليس عندك أولاد؟
قالت: عندي ولد يشتغل على "موتور" علمته يخزن بالقات علشان يذاكر للثانوية والآن لا نجح ولا درس وشاقي على القات يوم بيوم.
أما أغرب قصص القات هو ما سمعته عن رجل رهن طفله الصغير الذي لم يتجاوز الأربعة أشهر عند بائع القات بحق علاقي قات.
وأخر يهين نفسه من أجل حق القات، وثالث يختلس من أجل توفير حق القات، ورابع يضيع من يعول من أجل حق القات
والشعب كله شاقي على القات.
هذا هو القات الذي سمم حياتنا مادياً ومعنوياً, و استسلمنا له وكأنه قضاء وقدر ولا مفر منه.. ولكن كما قال الأستاذ عمر خالد: إذا كان الكبار قد تعودوا على مضغ القات فلنعمل جاهدين على أن يأتي جيل جديد لا يعرف القات.
أحلام القبيلي
قبيليات.......الشعب مات ,, والسبب القات 2164