;
محمد معوضة
محمد معوضة

هي إيران.. الفارسية 2070

2013-03-15 15:49:24


في العام 1934م تغير اسم بلاد فارس إلى اسم جمهورية إيران وذلك بمرسوم حكومي, أي أنها تسعة وسبعون عاماً فقط هي التي تبعدنا عن ذلك الإسم، وأي اسم هو؟ أنه – بلاد فارس- الاسم الذي يمتلك قوميته الخاصة المتحفظ بهويته والممتدة جذوره إلى ملوكه الأكاسرة ودولته التي عمرت لأربعة قرون؛ بلاد فارس التي كانت لها ديانتها الخاصة قبل ظهور الإسلام الحنيف وكانت الإمبراطورية الثانية في هذا الكوكب من حيث المكانة والقوة والعتاد، إذا من هي التي كانت كل هذا في ذلك الزمن؟ إنها هي نفسها إيران اليوم. صحيح أنها معروفة عالميا باسم جمهورية إيران الإسلامية ودستورها ينص على ذلك, لكن دعونا نقف مع كلمة (إسلامية) فلو ألغيت هذه الكلمة- الإسلامية- من بعد اسم إيران؛ أكيد ستبقى إيران دولة إسلامية فدستورها ينص على أن الإسلام هو دين الدولة بمعنى أنه لو ألغيت هذه الكلمة فلن يضر ذلك إيران ولا شعبها ولن يضر الإسلام أيضاً؛ فهي من بعد ظهور الإسلام وفتحت البلاد إلى عام 1934م كانت تسمى بلاد فارس ولم تكن تسمى إيران ولا الإسلامية ومع ذلك ظل الإسلام هو دينها, ربما أصبح القارئ الكريم يظن أنني مجنون فهي مجرد كلمة فقط –الإسلامية-ولا تحتاج إلى مثل هذه التساؤلات أو الاستغراب؛ سيما وأن في محيطنا العربي بعض الدول أدخلت هويتها إلى اسمها, فهناك جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية وغيرهما ومثل هذا جمهورية إيران الإسلامية فما الاختلاف بين هذا وذاك؟ ولماذا كلمة الإسلامية يجب التوقف عندها بينما العربية لا تستدعي أن نقف معها؟.. لكنني أقول للقارئ الكريم إن هناك اختلافاً وهو كبير جدا؛ لكن وقبل أن أوضح ما هو ذلك الاختلاف يجب هنا أن أوضح أولا ما هو الشيء المتفق عليه والذي يجمعنا ويوحدنا معا سواءً إيران أو مصر أو أي دولة عربية وإسلامية آلا وهو الإسلام الحنيف الذي تنص دساتير هذه الدول بأن الإسلام هو الديانة لكل دولة منهن، لكن الفرق بين ما يسمى بجمهورية إيران الإسلامية وبين جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية هو أن إيران قد استخدمت الإسلام للتعبير عن نفسها, بينما مصر وسوريا فقد استخدمتا القومية والهوية للتعبير عن نفسيهما وهي – العروبة- والقومية هي انتماء عرقي جذوري لا يمكن الاستغناء عنه أبداً؛ وهناك فرق بين استخدام الديانة كرمز أو كتعبير وبين استخدام القومية والهوية كرمز أو كتعبير أيضاً؛ فما المشكلة لو أن تعرف إيران بنفسها للعالم باسم جمهورية إيران الفارسية وهذا لن يلغي عنها ديانة الإسلام بل أنها ستبقى إسلامية كما كانت عليه قبل إيران؛ في الحقيقة إن استخدام إيران للإسلام للتعريف بنفسها للعالم ولا سيما العرب هو مجرد لإلها, العرب المجاورين لها بأنها أصبحت لا تؤمن بتلك القومية الفارسية ولم تعد تحن لإمبراطورية فارس وللهيمنة والحكم للدول العربية المجاورة كما كانت عليه سابقاً؛ وإن الإسلام أصبح هو الهوية والقومية وهو الانتماء والدين؛ لكن من يتابع جيدا سيجد أن إيران تستخدم كلمة – الإسلامية- جسراً لتعبر بقوميتها ونفوذها من خلاله، ولو أن إيران تؤمن بحقيقة الإسلام لما أصبحت اليوم خطرا يهدد أمن وسلامة إخوانها في الدين ولما سمحت لها أخوة الدين في التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية حتى شكل ذلك التدخل سبباً في وجود قوات أجنبية غربية في المنطقة دون إرادة الأغلبية منا..
لو كانت إيران تؤمن بحق الأخوة في الدين وبحق الجوار لما أرسلت وترسل شحنات أسلحة مدمرة لنتقاتل بها ونسفك دم بعضنا البعض وذلك حتى يتسنى لها مد نفوذها وزرع قوميتها علينا؛ إيران آل البيت أو الخاصة كما يظنون؛ وهل آل البيت عليهم السلام ممن يزرعون الفتن ويقتلون النفس ؟ هل أسوتكم الحسن رضي الله عنه ونسيتم موقفه الكريم حين تنازل لمعاوية رضي الله عنه بالخلافة من أجل لم شمل الأمة وحرصه الشديد على دماء ووحدة المسلمين؟ هل تنادون بالحسين رضي الله عنه ونسيتوا طلبه بالسماح له ولمن معه بالعودة إلى المدينة مفضلاً عدم الاقتتال والصراع وذلك بعد أن وجد نفسه رضي الله عنه محاصراً في أرض كربلاء بعد أن تلقى منكم وأمثالكم رسائل تطالبه بالقدوم إليكم وكان خذلانكم له ونكثكم بعودكم هي من أوقعت به في ذلك الحال؟ على كل حال لا تغرنكم أيها العرب كلمة الإسلامية إلى جانب اسم إيران فماهي إلا رماد من تحتها نار وما تفعله إيران اليوم خير دليل. ومع ذلك فإنني لا أكن حقداً على إيران فلتكن ما تريد نووية، ممانعة، محررة لبيت المقدس، حنونة على فلسطين, فهذا شأنها الداخلي ولها ذلك، لكنني في الأخير أرفض تماماً أن تهيمن إيران على محيطنا العربي أو تمد أيديها إليه لتؤذيه و لتزرع الفتن والقلاقل فيه؛ فالجميع يرفض ذلك وسيكونون بالمرصاد, فهل آن الأوان لإيران أن تعلم جيداً ما هي حق الأخوة في الدين وماهي رسالة الإسلام؟

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد