;
راكان عبدالباسط الجبيحي
راكان عبدالباسط الجبيحي

إيران والشرق الأوسط 1525

2013-03-15 15:37:38


إيران والشرق الأوسط
راكان عبدالباسط الجبيحي
إن إيران تسعى إلى أن تكون دولة عظمى في الشرق الأوسط لأنها تريد أن تكون ذا منهج طائفي وحيد وسياسة جبارة تهز بها الأراضي العربية والدولية.. فهي وراء الحرائق المشتعلة والعنف الدائم في اليمن وسوريا والبحرين ولبنان وغزة..
فإذا نظرنا سوياً إلى الوضع في سوريا ,فقد استطاعت إيران السيطرة على نظام الأسد ودعمه على قتل شعبه وانتشار الطائفية فيها.. فكل ما يحدث في سوريا سببه الحكم الطائفي والدعم الخارجي الروسي الإيراني عن طريق حزب الله اللبناني.. فمن هذا المنطلق الطائفي استطاعت إيران أن تسيطر وتحط رحالها في سوريا سواء منذ عهد حافظ الأسد أو في عهد بشار الأسد ,فقد عادت مجدداً وقامت بالدعم المادي والعسكري ونشر قواتها في مدن سوريا ضد الشعب السوري بالتعاون مع بشار الأسد وحزب الله وهي ورقة رابحة لإيران إذا سقطت تلك الورقة من بين أيادي الأسد سقطت إيران تماماً عن جزئها الأول في الشرق الأوسط.. ولكنها تعلم جيداً أن سقوط الأسد بات وشيكاً وعليها أن تُسرع في إيجاد حل بديل للحفاظ على علاقتها مع بعض من الدول والخروج بشكل يحفظ هيبتها وهذا أمر من المستحيل حصوله.. ولهذا فهي تسعى لأن تكون لها يد أسدي طائفي في الشرق الأوسط لمقايضة العالم حتى يكون لديها أيادي تستخدمها ما بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد لأن إيران تستطيع أن تتخلى عن النظام السوري في أي وقت وبأي طريقة كانت كونها تدير الوضع حالياً وتسيطر على النظام السوري بالدعم والتحكم به كما تريد طهران.. ولذلك فالنظام الإيراني يحتاج إلى قوة مماثلة في منطقة ذات تأثير استراتيجي في الشرق الأوسط..
إن إيران اليوم تسعى إلى إدخال المنطقة العربية والشرق الأوسط دوامة الحرب وجعلها ساحة صراع دولي وهو ما حتم على أن تكون إيران صاحبة الضربة الاستباقية الأولى،، وهذا هو التغيير الحقيقي لتهور إيران في إدخال العالم العربي في حالة من الاحتقان وفي نقل السلاح لأتباعها وحلفائها في الشرق الأوسط..
فهناك جماعات وحركات وخيوط ذات صلة بإيران, فعلى سبيل المثال في العراق الذي أصبحت على وشك إنهاء الحكم الطائفي ونزع حكم نوري المالكي العميل والمنتمي إلى إيران.. أيضاً في البحرين الذي قد فتحت باب الدخول إلى حالة من التعصب وقد بدأت ذلك في مظاهرات شعبية طائفية من قبل السلطات الإيرانية وأنتجت حالة من الصراع بين الحكومة والمعارضة.. فإيران تسعى من خلال ذلك على سيطرة الوضع وتريد بأن تكون جميع الحركات والتكتلات البحرينية تحت سيطرتها حتى تستطيع القضاء على الشعب البحريني وقيام دولة طائفية داخل البحرين وهذا أمر من المتوقع أن تحصل عليه إيران لأنها قد بدأت مشوارها الطائفي في البحرين وسعت إلى خطوات جديدة ونقاط شفافة حتى جعلت جميع الأطراف والحركات تحت السيطرة والتحكم الإيراني،، والدليل بعدما قامت بعض من تلك الحركات بانتفاضة شعبية تنتمي إلى السياسة الإيرانية،، ومن خلال ذلك تكون طهران قد سجلت مقعدها في دول الخليج وتسعى لأن تكون قوة عسكرية ضاربة داخل الدول العربية والشرق الأوسط..
فهناك بلدان أخرى في الشرق الأوسط تنتمي بعض تيارها وأطيافها إلى إيران والمنهج الطائفي ولكنها غير متمكنة وقادرة على فض هجمات إرهابية وطرق طبلة الحرب وإنما باتت على وشك البدء والدخول نحو هجمات إرهابية ودق مطرقة النزاع والتعصب.. فلقد سقطت أوراق التوت عن السلطات الإيرانية وهي تواصل تدخلها السافر في شؤون الشرق الأوسط ودول الخليج وهذا الأمر يتطلب إنهاء النظام الإيراني و"عقلة" العمل السياسي بعقوبات دولية وقوة إقليمية عربية ما إذا تعدى حدوده وقطع الحجاز الأمامي واخترق القوانين الدولية..
إن إيران أصبحت لديها قوة جبارة تستخدمها في تهديد الشرق الأوسط من خلال تنظيم ودعم جماعات تقوم بأفعال وأعمال إرهابية ضد منطقة معينة في الدولة.. وهذا ما يواجه الشرق الأوسط حقيقة من هجمات ومخاوف وخلط أوراق من قبل إيران في ظل إنتاج برنامجها النووي وهذا ما يثير الجدل في فتح باب التوتر والفوضى ويجعل من المجتمع العربي والدولي اتخاذ عقوبات صارمة في حق طهران ما لم تكف عن إنتاج السلاح النووي والتوقف عن دعم جماعات إرهابية تحدث حالة من الاحتقان في الوطن العربي.. فإذا تم هناك نوع من التعاون والتكاتف من قبل البلدان العربية على تهدئة الوضع والوقوف عند نقاط تمركز معينة والقيام باتخاذ قرارات صارمة في حق طهران وعملائها وعدم الجلوس على طاولة واحدة تحت سقف واحد مع إيران نستطيع القول أن هناك قفل صفحات الماضي وبدء صفحات جديدة وخطوات جادة وحاسمة تتجه نحو الصواب ونحو الطريق الصحيح ولا يوجد أي قلق أو مخاوف على الشيء الحاصل في منطقة الشرق الأوسط..
أخيراً: لعلنا قد فهمنا الدرس جيدا وعرفنا عن مدى خطورة إستراتيجية إيران على الشرق الأوسط،، ولماذا كل الدول العربية والدولية قامت ضد هذه السياسة الحمقاء الذي تستخدمها إيران ولماذا تقوم معظم دول العالم بوقف ذلك الخطر الذي تريده إيران.. فالهدف من وقف العالم كله ضد إيران هي لعرقلة السياسة الإيرانية ولخلط الأوراق وتغير مسار اللعبة لأن الكل يعرف إذا ربحت إيران في تفتيت النسيج العربي الخليجي ونجحت في الحصول على ما تسعى وتلوح إليه رح تكون قوة إقليمية خارجة عن سيطرة العالم الدولي ومعادية للشرق الأوسط لاسيما دول الخليج الذي تحتل إيران معظم الأماكن الحساسة في المنطقة العربية وخصوصاً في ضل إنتاج السلاح النووي وأيضا رح تصبح دول العالم في (خبر كان) إذا لم يستطيعوا إيقاف تلك الرياح الصاعقة والقوة المباغتة الذي ليس لديها أي مبدأ من مبادئ العلاقات العامة والمصالح المشتركة وإنما مبدئها وشعارها الوحيد "إن لم تكن معي فأنت ضدي"!!.
والله من وراء القصد

 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد