في مؤتمره الصحفي مع المُعلم، أكَّد " صالحي " ـ وزير خارجية إيران ـ أنَّ الأسد سيبقى الرئيس الشرعي لسوريا إلى عام" 2014"وأنَّ من حقه الدفاع عن شعبه وبالمفهوم السياسي لقوله من حقه إبادة شعبه..!.
أي والله قال صالحي ذلك! ولكم كانت كلماته تلك صارخةً إلى حد المُجون عاريةً من كُل القيَم إلى حد الشذوذ، مُختزلةً للحالة العُنصرية الإيرانية وهي في حالة سقوطها المُهين في الدرك الأسفل من قعر الإنحطاط البشري.
"صالحي" يُصدر فتوى دبلوماسية "أن من حق المسخ البشري بشَّار أن يُـبيد شعبه دون مراعاة لحقوق الإنسان في أدنى مستوياته " على الأقل حقه في الحياة!.. ألم يكن يُدرك هذا أنَّ الذين أباح دمائهُم مسلمون؟! يشتركون معه في الدين؟
صدقوني لم أكُن أتوقع منه أن يوصي بعدم قتل الأطفال والنساء، لكنِّي كُنت أتوقع منه ـ على الأقل كـ إنسان - دون مراعاة لأي اعتبارات أخرى- أن يوصي المسخ بشار بحد شفرته ويُريح ذبائحه بدلاً من تقتيلهِم بطريقة متوحشة فاقت كُل تصورات أباطرة الإجرام المعروفين في التاريخ الإنساني.
ألآ تهتزُّ ولـو شعرةً واحدةً لهذا الصالحي..؟ أم أنها مأساة الصالحين والصالح حين ينغمسون في نَـتن السياسيةِ إلى أخمص أقدامهم؟! ألا يعلمونَ أن هَـدم بُنيان الله عدواناً على ذات الله تشيبُ منه الولدان؟! ألا قـاتل الله الطائفية، المشوبة بالعُنصرية حينَ تُنتج نازيةً باسم الإسلام أو بمزعومٍ وقـح من أجل الإسلام .!.
وبهذا التصريح المُخزي الذي سيظَل وصمةَ عارٍ في تاريخ هذه الدولة تكون إيران قـد حدَّدتْ رسمياً موقفها من الثـورة السورية وأنَّها أصبحت شريكاً فاعلاً مع المسخ في إبادة الشعب السوري، غيـر أنَّ المُدهش والمُخجل ـ في نفس الوقت ـ أنها مـا فتـئت تُردد أنها تسعى جاهدةً ـ أي والله "جاهدةً" ـ لحقـنِ الـدم السوري! وليتَ شعري هـل هناك شعبٌ سوري في غير كوكب الأرض تسعى إيران لحقن دمه..؟!.
صالحي..الُمسلم لـم يقرأ في الإسلام أن هَـدم الكعبة حجراً حجراً أهونُ عند الله من قتـل إمرءٍ مُسلم..؟! فما بـالهُ بقتـل شعبٍ بأكمله !غير أنهُ رُبما لا يـؤمن بحُرمة الكعبة ولذلكْ لا بُـد من تبسيـط الأمـر لـهُ وتقريبه لذهنـه بالقول " لهدمُ ضريح الخُميني حجراً حجراً وهدمُ ضريح أبو لؤلوة حجراً حجراً أهونُ عنـد الله من قطرةِ دم تسيلُ من ظفر إنسان بلا ذنب".
إسلامُ إيران غريبٌ في اتجاهاته الكُلية يكرهونَ الغرب بزعمهم ويوجهونَ ترسَانة اسلحتهم صوب الشرق..! يزعمونَ حُب المُسلمين، لكنَّهم يسومونهم سـوء العذاب، يقتَّلون أطفالهم ورجالهم ونساءهُم عدا طائفتهُم طبعاً! يزعمون حُب آل البيت ويهدمون كُل بيت عـزٍ لآل البيت.. وحينَ تفوَّهَ "صالحي" بكلماته اللاإنسانية تلك أيقنتُ كـم كان رسول الله عظيماً في دعائه على هؤلاء القوم بقولة ( اللَّهُم مزِّق مُلكهم ) وأعتقد أنهُ لـن تقومَ
لإمبراطوريتهم المنشودة قائمه بعد هذا الدعاء المُرعب.
هؤلاء كارثة على البشرية، نفسياتُهم غريبة كأنَّ بها خللٌ ما غيرُ مُدركْ وتركيبتهُم العقلية تكادُ تكون فيما يخُص علاقتهُم بغيرهم من الأمُم غير سوية لا يعبأون بالإنسان ولا بقيَمه، يمثَّلونَ في ذواتهم قمَّة الطُغيان والاستبداد في الأرض برغماتيـين إلى درجة الفساد، لا يعنيهم سـوى إرضاء نزواتهم العُنصريه وإشباع رغباتهم التاريخيه ولوعلى حساب البشرية جمعاء! ومـا اشتراكهم في إبادة الشعب السوري إلا أنموذج حـي لما يُمكن أن يكونَ عليه الحال إذا صارت لهُم الكلمة العُليا في المنطقة!.
وفـي تصوري إنهُ في حال إستحواذهُم على السلاح النووي سيكونون السبَّاقين ـ تاريخياً ـ في استخدامه طائفياً ضدَّ خصومهم من المسلمين المُغايرين لهم في المُعتقد فـلا يوجد لهم أعداء تقليديون إلا هؤلاء النائمينَ في عسل الدولة المدنية..!.
إن كلمات "صالحي" مآ هي ـ في حقيقة الأمر ـ إلا عـدوان صارخ على الشعب السوري والأمة العربية والقيَم الإنسانية المتوارثة على مـر العصور, وبهذا التصريح تَعرَّت طهران وكشفَت عن سوء نيتها وما تستبطنهُ من كراهيةٍ ضدَّ كل من يتعارض معها فكرياً أو سياسياً في العالم وأن طائفيتها المقيته ستجُر المنطقة ـ حتماً ـ إلى صراع إقليمي يُهدد الأمن العالمي وينسفُ مفهوم التعايُش الإنساني الذي ناضلت من أجل استقراره البشرية المُتحضره، وهذا ما أكدهُ والي إيران في العراق "المالكي" الذي قال إنَّهُ في حال انتصار الثورة ستكونُ هناك حرب طائفية في المنطقة بكلها..!.
لقـد كشَّرت الطائفية الإيرانية عن أنيابها بالتزامُن مع إنكفاء أميركا على ذاتها وظهرت نازيتها وأعتقدُ أن اتجاهات الصراعات الإقليمية قـد رسمتها إيران بـدقَّة وأن جُغرافية هذا الصراع وأطرافه أصبحت معروفةً بالضرورة العقلية ومن لا يُريد أن يفهم أو قد يصعُب عليه الفهم سيغرسُ رأسه في التُراب كالنعامة ويتلحَّفُ بلحاف أخوة دين " أيات قُـم " ويُمنِّي نفسه بكُل تعاويذها ويُرددُ ـ صباحاً ومساء ـ إن شيئاً ما من ذلك الجنون لـن يقع من أخوة الدين حتَّى يأتيه اليقين وتـدوسهُ خيول فـآرس في غرفة نومه العسلية المُزيَّنه بكُل ديـكورات أحلام الدولة المدنية ! فشـرُّ مُنتَضره ذاك الغائب المجهول المتوشَّح بالقنبلة النووية..!.
وفي الأخير أقـول لـ "صالحي": دماء الشعب السوري ـ التي ولـغتُم فيها إلى النُّخاع ـ هي اللعنة التي ستُعجِّل بنهايتكم فـلقد أكثرتُم في الأرضِ الفساد ومهما تكُن تلكَ النهاية فإنها بالنسبة لي ـ سوآءً كُنتُ حياً أو ميتاً ـ لـن تكـونَ كافيةً ومُتسقةً مع جُرم قولكَ إنهُ من حق الأسـد في إبـادة شعبـه .!! كلماتك "صالحي" تسـوقُني للـرد عليكَ وجوباً بكلمةٍ واحدة ..أحتـقـرك...!
د/ عبدالله الحاضري
صالحي..أحتقُرك 1500