بدأ العد التنازلي لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني والمزمع عقده يوم الإثنين القادم الموافق 18مارس ومشاركة شعبية وسياسية عبر ممثلي الكيانات الشبابية والنسائية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.
مؤتمر الحوار جعل من أهم مرتكزاته لم شمل الأسرة اليمنية ومعالجة القضايا والاختلالات التي حدثت من بعد قيام الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م وحتى قيام ثورة 11فبراير 2011م، حيث مرت اليمن خلال الثلاث عقود الماضية بمنعطفات وأزمات غاية في الخطورة منها ما كان مصطنع ومنها ما حدث بسبب السياسات الخاطئة للنظام السابق الأمر الذي أحدث فجوة متسعة في انعدام الثقة من قبل أبناء الشعب اليمني في شماله وجنوبه وجعلت الأمر يبدو في غاية الصعوبة لمحاولة ردم تلك الفجوة.. ولكن بعد اندلاع ثورة الشباب في 11فبراير وفي خضم ثورات الربيع العربي أحس المواطن اليمني بأن الأمل بدأ يتجدد في ردم تلك الفجوة خصوصاً أنه أيقن أن الأزمات التي مر بها الوطن هي أزمات افتعلها نظام علي صالح حيث تنوعت تلك الأزمات بين السياسية والإقتصادية إلى غيرها من زرع للفرقة ونشر ثقافة العصبية مرورا إلى السيطرة على الدعم الدولي وتسخيره له ولأركان نظامه.. فبعد حرب صيف 94م بدأ أركان نظام صالح ببسط نفوذهم من خلال استقطاع الأراضي والسيطرة على ممتلكات المواطنين في المحافظات الجنوبية حتى صار ينظر لأبناء المحافظات الشمالية على أنهم محتلون غاصبون للأرض وما زاد الأمر تعقيداً هو طرد العسكريين والموظفين من وظائفهم وحرمانهم من أبسط سبل العيش الكريم.. المحافظات الشمالية هي الأخرى لم تسلم من السياسة الخاطئة لنظام صالح فكانت صعده هي الهدف الجديد حيث ظهرت جماعة أطلقت على نفسها (الشباب المؤمن) كانت تنمو وتترعرع في كنف نظام علي صالح وفي غياب الدولة آنذاك وبعد أن وجدت تلك الجماعة من سندها من الخارج اتجهت إلى محاولة اظهار قوتها من خلال التمرد الذي قاده عبد الملك الحوثي ودخلت صعده في حروب متعددة مع النظام السابق راح ضحيتها الدم اليمني وفي خضم تلك الأحداث ظهرت إلى السطح مجموعة تزعم أنها تابعة لتنظيم القاعدة حيث بدأت بشن عمليات متفرقة على السفارات الأجنبية في اليمن وعمليات انتحارية الأمر الذي دفع بالنظام السابق إلى طلب العون الدولي من أمريكا وحلفاءها حيث قامت الأخيرة باعتماد الدعم المادي والعسكري وصارت القاعدة تتجول في كل أنحاء اليمن وتتخذ من العمليات التي تقوم بها الدولة آنذاك ذرعاً لعدم توقفها عن محاربة واستهداف المصالح الغربية باليمن... وفي هذه الأثناء وبعد تمكن ثورة الشباب من زعزعة نظام صالح وإحساس الأخير بدنو الرحيل تمكنت مجموعة ارهابية من السيطرة على محافظة أبين واعلانها امارة اسلامية وهو الأمر الذي كان يعول عليه صالح وأركان نظامه محاولين تغيير الاتجاه حيث كان المجتمع الدولي برمته يراقب عن كثب ماستحدثه ثورة الشباب في نظام علي صالح غير أن هذه الآمال باءت بالفشل واستمر الزخم الثوري في كل ربوع اليمن الحبيب وسقط الشهداء تلو الشهداء واستمرت آلة القتل التابعة لنظام علي صالح باستهداف المنازل وسفك دماء الرجال والنساء والأطفال.. كل ذلك جعل المجتمع الدولي يبحث عن آلية يتم التوافق عليها في محاولة لإيقاف سفك الدم اليمني ومحاولة الوصول إلى حلول جذرية تنهي التأزم القائم ومحاولة معالجة الأخطاء والتوجه لبناء يمن جديد فكانت المبادرة الخليجية التي أنهت جزءاً من الشتات الحاصل آنذاك وتم تزمين موادها للسير باليم إلى وضع أفضل مما هي عليه وكانت من أهم المواد التي نصت عليها المبادرة الخليجية دخول اليمنيين في حوار وطني جاد يتم من خلاله وضع النقاط على الحروف والخروج بمعالجات حقيقية تخدم اليمن والمواطن اليمن وترفع عن كاهله معاناة دامت لعقود..
فلأجل اليمن سنحد ولأجل اليمن سنتناسى الجراح ولأجل اليمن يجب اعادة الحقوق المغتصبة إلى أهلها ولأجل اليمن سنتحاور وعلى قاعدة (الإيمان يمان والحكمة يمانية ) سنبني اليمن الجديد ..
فهد ناجي علي
لأجل اليمن... حوارنا يجمعنا 1755