sasasa313@hotmail.com
قضية صعدة ( القضية المأساة ) وما يدور على كل شبرٍ فيها هو واقع محزن ومرير فُرض على أبناءها الأحرار عنوةً وتجبراً, حيث أُجبرتهم الظروف على تحمله ومحاولة التعايشِ معه لأنه لا حول لهم ولا قوة ولا إلى مفرٍ منه من سبيل وكيف يكون؟ والبحر من خلفهم والعدو أمامهم"..
واقع تُميزُّهُ الانتهاكات الصارخة التي تمارس ضدهم, والظلم الأسود القائم على رؤوسهم كحد السيف ( باسم الإمام العادل), والكبت بل والمصادرة التامة لحرياتهم وحقوقهم, ناهيك عن آلاف الانتهاكات للعرض والنفس والمال والرأي, وصولاً إلى سفك دماء الآلاف بغير ما وجه حق يُذكر, كل هذه الجرائم وأكثر تُمارس في صعدة - نعم في صعدة - هذه الأيام, وليست في ألمانيا النازية في أربعينيات القرن الماضي كما قد يضنها بعضُ القُرَّاء لأولِ وهلة !! كل أنواع تلك الجرائمُ آنفة الذكر وما خفي غيرها كان أعظمُ، لم تُعَنِّي الجهات المسؤولة في هذه البلاد ممثلة برئاسة الجمهورية وحكومة الوفاق وكذلك من له يد طُولى في إدارة شؤون البلاد والعباد ؛ كانت أطراف داخلية - ذات نفوذ - أم خارجية - ذات سلطان ووصاية - حتى النظر - مجرد النظر يا جماعة - وإعارة القليل من الاهتمام ولو من باب جبر الخواطر أو المجاملات والتمثيل السياسي (وما أكثرها هذه الأيام) أمام الرأي العام لما يجري في صعدة!! عجيبٌ جداً كل ما حدث ومازال يحدث حتى اللحظة في صعدة حتى الانتهاك المعلن لسيادة الدولة وعدم الاعتراف بحكومة الوفاق وصولاً إلى طرد ممثلي السلطة المحلية هناك منذُ 23/3/2011م - كل تلك التصرفات- لم تستثر حفيظة تلك الأطراف ولم تحرك فيهم ساكناً ولو من قبيل حفظهم لماء الوجه أمام الله والرأي العام من خلقه ؟؟ لا نقول من منطلق مسؤولياتها وحرصها على المواطنين لأنه في عرف هذه الحكومة المعمول به أن المواطن هو آخر ما يمكن أن تفكر فيه هذه الحكومة الرشيدة وأعوانها. مما حدا بقضية صعدة لتكون مجرد ملف قد إعتوره أو اعتراهُ الغبار من كل جانب ونسجت العنكبوت عليه خيوطها هناك في غياهب الجُب ؛ حيث قُدر له أن يقبع - سجيناً - على أحد الرفوف في سلة مهملات حكومتنا الرشيدة. وأنا شخصياً لا أدري كنه تصرفها هذا !! ولا أعرف لدس رأسها في التراب أيضاً سبباً !!
رغم تعالي النداءات المستجيرة تلو النداءات والصيحات المقهورة تلو الصيحات حتى بحَّت أصواتهم - كل أبناء صعدة الشرفاء - وهم يطلقونها كصفارات إنذار واستغاثة مدوية ليلاً نهاراً بكل ما أوتوا من قوةٍ ووسيلة, مطالبين الحكومةَ بسرعة إنقاذ الوضع الفظيع الذي قدر عليهم عيشه ماضياً وحاضراً - آنياً -، وإخراجهم من النفق الدامي الغاشم الذي هم فيه الآن - قسراً - ولكن " لقد أسمعت لو ناديت حياً " والله وحده المستعان, العجبُ العُجاب أن رد الحكومة بأكملها كان التغافل التام والمتعمد والصمت المطبق وعدم النظر في قضية صعدة البته, بل وتعدى الأمر إلى عدم البوح - حتى البوح - عن حقيقة ما يجري في صعدة من قبل وسائل الإعلام الرسمي أو حتى التطرق إليه بمصداقية ومهنية, حتى الوسائل الإعلامية غير الحكومية إن تحدثت فإن حديثها يكتنفه الخجل ويكبله قيد خفي - الله وحده الذي يعلم سرّهُ - وكأني بهم يتعمدون فسح المجال للإعلام الحوثي ليدلس ويكذب ويفبرك الأحداث كيفما يشاء, ولم تمارس الحكومة تجاه صعدة وما يُعْتَملُ فيها إلا سياسة ( الدعممة ) وغض الطرف تجاه كل أفعال مليشيات الحوثي الشنعاء تجاه الوطن والمواطن!!.
سكوت الحكومة المطبق أجبرَ أبناءَ صعدة -المُهجرين والمشردين والمتأذين- من ظلم وبطش الحوثي هو وجلاوزته وكذلك أعوانه المتسترين والمندسين في كل الأروقة الحكومية يعملون في الظلام تمهيداً لعودة الحكم الإمامي البغيض - وأنّى له أن يعود - ذلك السكوت المخزي أجبر أبناء صعدة وسفيان على الانتفاض وكسرِ حاجز الصمت وانتظار إنصاف من لم يُنصف عندهم أحداً البتة, نعم انطلقت شرارةُ تحررهم ولذلك رأيناهم بالأمس يعقدون مؤتمراً لأبناء صعدة وسفيان والمناطق المجاورة لهما - المتضررين من مليشيات الحوثي - تحت شعار من أجل وطن واحد مستقر خالٍ من التعصب والتطرف المذهبي والطائفي ودعماً للحوار الوطني, الذي أُقصي كلُ أبناء صعدة من المشاركة فيه واقتصر تمثيل صعدة على مليشيات الحوثي التي تشارك باسم صعدة ولا غيرهم, كما هدفوا من ذلك المؤتمر إلى إرسال رسالة إشعار ونداء عامَين للداخل والخارج يخبرونهم بأن قضيتهم تُعد القضية الثانية بعد قضية الجنوب إن لم تكن - بطبيعة الواقع - قضية اليمن الأولى خصوصاً وأن الجنوبيين لم يسيطروا على الحكم المحلي في محافظاتهم كما فعل الحوثيون بإحكامهم قبضتهم على المحافظة بأكملها وطردوا بعض من يمثل الحكومة وأقصوا البعضَ الآخر وعينوا طاقماً إدارياً حوثياً بامتياز ( من المحافظ حتى البواب كلهم قيادات حوثية أو من الموالين والخاضعين لهم ) ولا صوت يعلو على صوت الحوثي وهو الآمر الناهي في صعدة ولا سواه، وفي مقابل ذلك كان رد الحكومة على تصرفات الحوثي تلك قوياً وشجاعاً حيث عاقَبَته بقيامها بضخ ميزانية المحافظة المالية شهرياً له ودون انقطاع !! عموماً أحيي هذه الخطوة الشجاعة التي قام بها بالأمس أبناء صعدة وسفيان في صالة 22 مايو المغلقة بصنعاء وأحيي كل من أنتفض وأعلن صوته وسجَّلَ تَفلُتَّه وثورانه على الحوثي بالأمس، وكل من سينتفض ويقف إلى جانبهم ويساند قضيتهم، وإن شاء الله أنها ستكون الشرارة الأولى التي ستسقط الحوثي و وتهدم أركان عرشه الإمامي الكهنوتي الذي بناه من قِش، وسنراه يتهاوى وينهار- عما قريب - في مزبلة التاريخ السحيق التي كانت سُكنى - مُحتَّمَة ومُناسبة - لكل الإماميين من قبله الذين ذوَّقوا أبناء اليمن ويلات الذل والهوان على مدى عصور غابرة... عاش أبناء صعدة وسفيان الأحرار, وإن شاءَ اللهُ في قابِل الأيام سنستنشق هواءَ الحريةِ في مدينة السلام - صعدة - سوية ( هُناك ) حيثُ لا وجودَ للعبوديةِ الغاشمة.
أخيراً أقول لحكومة باسندوة رسالةً للذكرى لا أكثر مفادُها "حتى وإن لم تكن محافظة صعدة تخضع للسيادة الوطنية اليمنية - حالياً - إلا أنها موثَّقة ومسجلة بل ومحسوبة كمحافظة يمنية وأبناءها يمنيون أقحاح !! بــــالـــله لو سمحتي" كِــلمــة ولــو جــبر خـــاطـر.. ولا ســـلام مــن بــعيـد"!!
صالح الحكمي
واقع صعدة المكلوم 1551