الظلم معضلة اجتماعية تجلب أقسى أنواع الآلام ولذل غلظ الله عقوبته وجعل للمظلوم دعوة لا ترد ومن الصعب جداً علاج او مداوة المظالم بسهولة، لأنها تترك أثراً وجرحاً غائراً ولذلك وعلى مدار التاريخ ردات فعل المظلومين تكون عنيفة سواء بحق أنفسهم إذا ما استطاعوا ردها قد تصل لحد الانتحار والإصابة بالحالة النفسية.. الخ، أو يكون الانتقام قاسياً في حال إذا ما استطاعوا وتمكنوا من الظلمة وهذا ما يفسر لجوء المظاليم للعنف والقوة في أي انتفاضة يقومون بها وليس هذا فحسب بل تحصل نوع من الفوضى التحررية تقود المنتفضين أحياناً لممارسات خاطئة ترتقي لمرتبة الظلم نفسه وانظروا كيف أصبح كانت ردة فعل الصوماليين بعد رحيل سياد بري وكيف يتعاطى فرفاء الحياة السياسية في العراق وتونس ومصر بعد رحيل الأنظمة الديكتاتورية وحتى لا نذهب بعيداً تأملاً قليلاً في ممارسات بعض القوى والقيادات الجنوبية لقد جعلهم الغبن الذي أذاقهم نظام صالح يفقدون بوصلة الطريق الآمن ويعتبرون كل إشارة نحو الاتجاه الصحيح هي الخطأ وأن السير في الاتجاه المعاكس هو عين الصواب وهذا ما يفسر انقياد الكثير من الجنوبيين لأصحاب المشاريع الصغيرة والمصالح الشخصية لممارسة العنف والبلطجة وتغليب النزعة المناطقية والعنصرية على الروح الوطنية، على الرغم من أن الجميع يعرف أن نظام ما بعد 11فبراير مختلف تمام عن النظام العائلي بل وصلت بعض الممارسات إلى حد إزهاق الأرواح واقتحام الساحات وحرق المقرات والممتلكات والمحلات وتشريد الآلاف من أعمالهم وتجارتهم، ألا ترتقي هذه الممارسات لمستوى الظلم الذي كان يمارسه نظام صالح بحقهم؟ واليس تهرب القيادات الجنوبية من الحوار الوطني والمصالحة اليمنية الشاملة والإصرار على المطالبة بالانفصال وتفتيت البلد والنسيج الاجتماعي هو ظلم وبحق الوطن بأكمله؟.
وأخيراً هناك نوع أقسى من الظلم، هو ممارسة البعض لتفجير النفط وتخريب الكهرباء، فهذا ظلم ولكن بحق الملايين ونحن نعتقد ان عدالة السماء ستصلهم ولكن نقول لهؤلاء: لا تكونوا سبباً في خراب دياركم وتشريد أبنائكم وإذاقتهم مرارة فراقكم وضياع مستقبلهم واجتلاب الأحقاد عليهم كنتاج لسوء أفعالكم والتوبة قبل الندم من خصال الحكماء والعقلاء.
فؤاد الفقيه
صدى اليوم ظلمة 1684